طلال سلمان

عدنان حب الله العالم الذي قتله اليأس؟!

لولا أن الموت حق ويصلنا ولو كنا في بروج مشيدة لصعب علينا أن نصدق أن رجلاً في مثل حيوية الدكتور عدنان حب الله ونشاطه وحبه للحياة وتوغله في حقول العلم والمعرفة بخفايا النفس الإنسانية، يمكن أن يموت.
العالٍم، المحاضر، الكاتب، المحلل النفسي المتميز المهتم بالسياسة بافتراضه انها علم التعامل مع الحياة، غادرنا بغير وداع، أمس، وهو في عز عطائه.
سنفتقد بعد اليوم هــــذا الصديق الممتلئ حماسة، الذي ومنذ زمن بعيد حكم بأن لا أمل في هذه الطبقة السياسية بمفاهيمها السائدة، وعقمها، وانعدام خيالها وامتهانها لشعبها.
لهذا كان «يهج» برفقته شريكة عمره وشريكة علمه الى فرنسا التي درس فيها وتخرج من بعض جامعاتها، ليعاين «مرضاه» هناك، وليقرأ النتاج العلمي، فيعود وقد ازداد معرفة بكوامن النفس الإنسانية.
ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن اليأس من إصلاح الأحوال في لبنان قد أنهك قلب هذا الرجل المملوء حيوية، والذي شكل مع رفيقة العمر ثنائياً مميزاً، مما مكنهما معاً من مواجهة ازمة عائلية نغصت عليهما هناء حياتهما.
لقد خسر لبنان عالماً نفسياً مميزاً حاول إيصال علمه الى الناس من خلال الكتب التي انتجها، والتي قدم فيها تشخيصاً «علمياً» لأزمة لبنان التي تتجاوز السياسة الى علم النفس. رحمه الله.

Exit mobile version