طلال سلمان

عبد الله غطيمي: الكبير بفقره

عاش عبد الله غطيمي فقيراً بماله غنياً بعزة نفسه، ومات كبيراً بفقره وبعزة نفسه.
عانده حظه فلم يغادر خطه ولم يبدل موقفه نفاقاً وظل بعقله وقلبه وقلمه وطنياً صافياً، تقدمي المنهج، عربي المنطلق والتوجه والهدف حتى النَّفَس الأخير.
دخل علينا في »السفير« من باب الاصرار على ان يعلن رأيه فيرفض الخطأ ويحذر من الانحراف السياسي، ينبّه الى سرطان الطائفية والمذهبية الذي استشرى حتى هدد الأسس التي يقوم عليها الوطن.
وعاش معنا وبيننا كأنه واحد منا، يشارك برأيه وينتقد تقصيرنا أحياناً أو اهمالنا لبعض ما يستوجب الاهتمام.
نبَّهَنا إلى العديد من الهفوات المهنية، واقترح أفكاراً لموضوعات تعالج ما أغفلناه من شؤون الناس… وظلّ حارساً لشعارنا »صوت الذين لا صوت لهم« حتى يومه الأخير.
ذات مرة دخل علينا صارخاً: كيف تدّعون انتساباً إلى العروبة وتتغافلون عن كتابات علاّمة الأجيال عبد الله العلايلي! قوموا بنا إليه، لقد اتفقت معه على موعد للقائكم!
كان يعرف اننا على تواصل مع علاّمتنا وإحدى علامات النهضة في عصرنا لكنه مع ذلك صحبنا إليه ليتثبت من اننا سنعتني أكثر بلغتنا الجميلة.
نادراً ما عرفنا اطيب منه نفساً وأصفى منه عاطفة… ولعل ذلك من أسباب »ثباته« على فقره، فما كان قادراً على ان يغش لا في السياسة ولا في مهنته كمحامٍ، ولا كان من أهل النفاق الذين يركبون كل موجة ويبدّلون ولاءهم مع تبدل الحكام!
رحم الله عبد الله غطيمي فقد عاش بأخلاقه ومات ويعمل للناس قدر طاقته، بغير ان يطلب أو يتوقع جزاء أو شكوراً.

} نعى رئيس وأعضاء مجلس النواب النائب السابق عبد الله غطيمي الذي توفى أمس عن ثمانين عاماً. وسيوارى الثرى غداً الجمعة في مسقط رأسه تبنين.
} ولد عبد الله غطيمي عام 1923 في بلدة تبنين. والده محمد علي غطيمي، النائب السابق في دورتي 1947 و1951.
متزوج من فاطمة زين ولهما سبعة أولاد. يحمل اجازتين في الحقوق من جامعة دمشق وجامعة القديس يوسف.
مارس المحاماة بين 1949 و1952، وعُيّن قائمقاماً لراشيا بين 1952 و1953.
انتخب نائباً عن منطقة بنت جبيل عام 1964. وكان عضواً في الحزب التقدمي الاشتراكي عام 1977.

Exit mobile version