طلال سلمان

عبد الله حيدر

»الأستاذ« في بيروت؛ الضليع في القانون الى حدود الاجتهاد؛ الأنيق في الكلمة والتصرف والملبس وكأنه سليل أسرة ملكية؛ هو هو »الشيخ« في اللبوة بكل أصالة البدوي رحابة وحسن وفادة و»مشاعية« تشعر كل عابر سبيل انه صاحب الدار والمضيف: كرم على درب… والكرم أكبر من غابة؛ والثمر شهي لأنه مطعَّم بأنفاس هذا الذي يفضِّل ان يكون »طاعماً« وليس مالكاً.
انتهت الرحلة التي شهدت ذرى من النجاح في مهنة المحاماة كما في العلاقات الإنسانية؛ والتي ارادها A NAME=”BWHR1″ /A عبد A HREF=”#BWHR2″ IMG SRC=”/basisicons/nexthit.gif” ALT=”[Next Hit]” /A A NAME=”BWHR2″ /A الله A HREF=”#BWHR3″ IMG SRC=”/basisicons/nexthit.gif” ALT=”[Next Hit]” /A A NAME=”BWHR3″ /A حيدر ونجح في جعلها »عريضة« و»حافلة« و»غنية« بكل ما يجمِّل الحياة بحيث تليق بأكرم مخلوقات الله.
انتهت الرحلة… وها هو »الأستاذ« يترك كل ما ابتناه واقتناه؛ كل كتبه وأوراقه؛ كل بساتينه وخمائله؛ كل البيوت التي جعلها دوراً للفرح؛ و»يسافر« وحيداً الى حيث ينتهي كل أبناء الحياة.
اتخيّله قد مضى الى الرحلة الأخيرة راقصاً بلا قدمين؛ وعلى وجهه ملامح تلك النشوة التي لم اشهد مثيلا لها في السهرة التي كانت امواج البهجة فيها تكفي لأن تمتد من الطرف الشمالي لسهل البقاع؛ على ضفاف بعض ينابيع نهر العاصي الى ضفاف بحيرة ليمان في جنيف السويسرية حيث »نهلة« تتابع نضالها الأممي من أجل بعض المساعدة لضحايا الحرب الأهلية في لبنان.
لقد شرب كأس الحياة حتى الثمالة؛ وغادر من غير ان يلتفت الى الخلف… خصوصاً وانه دفع في السنوات الأخيرة »الضريبة« ثقيلة؛ حتى لكأنه أدى الحساب سلفا؛ ولذا فقد مضى متخففاً من الوجع واللذة؛ العذاب والمتعة؛ الى الدار الأخرى التي تعجّل في أيامه الأخيرة ان يبلغها ليريح ويرتاح.
وداعاً أيها الأستاذ؛ الشيخ؛ البدوي الملكي؛ صاحب دار الفرح: عبد الله حيدر.

Exit mobile version