عبد الله الأحمد

هتف كل من تلقى النبأ الفاجع، بحرقة: »غير معقول«، لكن للقدر منطقه الخاص، وهكذا فقد رحل عبد الله الأحمد عن دنيانا بغير وداع.
ولسوف يفتقد الأصدقاء الكثر لأبي علي هذا المحاور المنفتح على الأفكار جميعا، والذي أعاد صياغة التزامه الحزبي بما جعله يقدم المصالح القومية على الايديولوجيا، ويقدم حق النقد على الانضباط، ويسعى الى »الخصوم« في محاولة مخلصة لتقديم الصورة الصحيحة عن سوريا وعن قيادتها.
كذلك فلسوف يفتقد العلماء العرب هذا الرجل الذي عمل بدأب حتى قام »اتحاد المخترعين العرب«، فشكل إطارا يجمعهم ويهيئ لمغامراتهم في مجال الإبداع بما يخدم قضايا التنمية والتحديث.
أما المفكرون والكتاب فلسوف يتذكرون دائما »أبا علي« الذي كثيرا ما فاجأهم بطروحات جديدة، شجاعة، ومنفلتة من التزمت العقائدي، كونها تنطلق مما يراه أكثر فائدة لخير الأمة.
لقد كان عبد الله الاحمد »مجتهدا« لا يقر »الدوغما«، ولا يسلم بتصنيف الناس خصوما أبديين وأصدقاء أبديين، بل كان يرى ضرورة فتح أبواب الجدل على مصراعيه. ومن موقع »البعثي« حاور الجميع متخطيا في حالات كثيرة طروحات »الحرس القديم«… وتجنبا لصدامات لا مبرر لها وغير مجدية فقد فضل الابتعاد عن المواقع القيادية المتعبة له ولغيره.
رحم الله »أبا علي« الذي كان يهل على أصدقائه بين حين وآخر بمقالة جديدة أو باقتراح جديد، يبدو للوهلة الأولى غريبا، ثم يشرحه فيكاد يجعله من البديهيات.

النعي الرسمي
بمزيد من الرضا والقبول بقضاء الله وقدره، تنعى القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والاتحاد العام لنقابات العمال والاتحاد العام للكتاب العرب واتحاد الصحافيين والاتحاد الدولي للمخترعين العرب وجمعية المخترعين السوريين، وأولاد الفقيد وأخوته، وآل الأحمد:
الرفيق عبد الله الأحمد
عضو القيادة القطرية سابقا ورئيس الاتحاد الدولي للمخترعين العرب
الذي وافته المنية مساء يوم الأحد الواقع فيه7 ربيع الأول الموافق 19/5/2002، في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، اثر حادث أليم.
وسينقل جثمانه الطاهر الى حمص، ويصلى عليه بعد صلاة الظهر، يوم الثلاثاء في 9 ربيع الأول 1423، الموافق 21/5/2002 في جامع خالد بن الوليد في حمص، ويوارى مثواه الأخير في مقبرة الفردوس.
للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول البقاء.
تقبل التعازي في مدينة حمص، طريق تدمر، الأحمدية، منزل الفقيد بدءا من يوم الثلاثاء ولغاية يوم الاثنين 27/5/2002.