طلال سلمان

عاشت المصارف..

..وبعد مشاورات ومداولات واتصالات علنية وسرية، قال أهل النظام:
يريدون جلسة مناقشة واسئلة وأجوبة، حسناً فلتكن!
جاء الجميع إلى مجلس النواب في حالة تأهب: الرئيس وهيئة المكتب، الحكومة برئيسها وبضعة من الوزراء، اما النواب فقد جاءت أكثريتهم الصامتة.
يومان طويلان من الخطب، بلا صدى، وردود حكومية بلا معنى اللهم الا في الدفاع عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي وبالتالي إلى الحاجة إلى المزيد من السفن التركية المولدة للطاقة، بمبالغ تكفي لإنارة القارة الافريقية، وبعض المناوشات اللفظية للترفيه عن الجمهور..
هو استعراض بائس لا يفيد الا في اقناع الناس بأن مجلس النواب لزوم ما لا يلزم، ولذلك فليس مهماً أن تجري الانتخابات العتيدة في موعد غير محدد، او لا تجري اصلاً، بقانون الستين او بقانون العشرين او بلا قانون اصلاً. فالنتيجة واحدة: كلام بكلام، والكلام غبار ينثره الهواء فينشر السعال..
سقط المجلس النيابي، مرة أخرى، بالضربة القاضية، فلم يعد قانون الانتخابات موضوعاً يستحق النقاش.. فلتجري الانتخابات بقانون او من دونه، او فلترجأ، او فليتم الغاؤها اصلاً، فها هم نواب ما قبل الميلاد يروحون ويجيئون في قاعات المجلس، يصرحون فلا يسمعهم أحد، لا يسألون ولا يُساءلون، تأتي الحكومات من فوق رؤوسهم فلا يعترضون، وتحكم بلا حاجة إلى اصواتهم فلا يحتجون، ولكنهم بين الحين والآخر يزيدون في رواتبهم وتعويضاتهم، أحياء وامواتاً، ولا ينسون الارامل واليتامى والايامى… ذلك اقل ما يستحقون جزاء موافقاتهم الآلية على قوانين جائرة تعطي من لا يستحق على حساب المجهول الذي اسمه “الشعب”.
أما الموازنة فقصة أخرى: تقدم نسخة، ثم يتم الانتباه إلى انها ناقصة، فتضاف اليها “السلسلة” ويحتاج الامر إلى إضافة على الضرائب فتُزاد من دون اعتراض، وهكذا يأخذون من جيبك كثيراً ليضعوا في ايدي البعض قليلاً، فاذا الكل قد ارتاح إلى الحل السحري..
خذ واعطِ. خذ كثيراً واعطِ قليلاً. هذا هو النظام الفريد.
جلسة بعد جلسة فاذا انت مفلس. ولا يهمك، فان ارباح المصارف تعوض خسائر الجميع.
عاش النظام المصرفي بنوابه ووزرائه وابراجه المذهبة الأعلى من برج خليفة!

Exit mobile version