طلال سلمان

ظريف لـ «السفير»: العلاج الروسي قصير المدى.. الأهم هو مع جيراننا باب التوبة مفتوح أمام أوباما.. والفكرة ستنتصر على سيف «داعش»

في مبنى وزارة الخارجية الذي يحتل بعضاً من القصر الإمبراطوري في عهد القاجاريين والذي كان يتكوّن من أربع عمارات ممتدة طولاً أسهم في هندستها الألمان، يفصل بينها طريق عريض يمتد إلى القصر، ويفصل الحرم الإمبراطوري جميعاً عن طهران سور عال، كان الموعد مع وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية في إيران محمد جواد ظريف.
عند باب مكتبه استقبلنا الوزير الذي شكلت ضحكته العريضة في فيينا مع نهاية المفاوضات النووية مع دول (5+1)، مؤشر نجاح. وقبل أن نتخذ مقاعدنا باشرنا بالسؤال عن لبنان وأحواله (وكان ذلك قبل التفجير الإجرامي في الضاحية الجنوبية..) طمأناه وسألنا عن إيران ما بعد الاتفاق النووي فطمأننا أكثر مما كنا نتوقع، خصوصاً أنه كان يستعد لجولة أوروبية بصحبة رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني تشمل مع الفاتيكان إيطاليا وفرنسا.. معتبراً أنها الرحلة الأولى وستليها جولة أخرى تشمل دولاً عدة في أوروبا كما في جهات العالم الأربع باستثناء الولايات المتحدة الأميركية.
ربما لهذا كان سؤالنا الأول عن هذا التحرك، والنتائج المتوقعة منه:
{ إلى أين الآن مع الغرب عموماً، وإلى أين مع أميركا، وإلى أين أميركا معكم، ثم إلى أين مع الاتحاد الروسي؟ كل من رأى الرئيس حسن روحاني يظهر على الشاشة في التوقيت ذاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتبر أن هذا الأمر منسق ومرتب، وانه قد يشبه الإعلان عن توافق أميركي ـ إيراني على هامش مباحثات «5+1» في فيينا؟
وأجاب الوزير محمد جواد ظريف وقد توارت ابتسامته: مباحثاتنا مع الأميركيين كانت تقتصر، في الواقع، على الملف النووي فقط، ولو أن الأميركيين كانوا مستعدين ويرغبون ـ عملياً ـ لإدخال القضايا الإقليمية في المباحثات، ولكننا لم نكن مستعدين وجاهزين، لسببين: الأول أننا لا نثق بالأميركيين ولا نعتبرهم جادين في ما يتصل بقضايا منطقتنا بسبب دعمهم للكيان الصهيوني، كما أنهم ليسوا موضوعيين. والسبب الثاني، يتعلق بأننا نحبذ بحث القضايا والمواضيع الإقليمية مع أصدقائنا في المنطقة، لأننا نعتقد انه يجب تسوية قضايا منطقتنا بواسطة دولها.
أما بخصوص مستقبل العلاقات مع أميركا، فإن هذا الأمر يعتمد على كيفية تنفيذ الأميركيين للاتفاق النووي. يجب أن نرى إذا كان هناك إمكان لتخفيف عدم الثقة لدى الأميركيين بإمكان تنفيذ الاتفاق النووي أم لا. لكن حتى اليوم رأينا أن الأميركيين، برغم الجهود التي بذلوها، لا زالوا تحت تصرف الكيان الصهيوني.
أما في ما يتعلق بالدول الأوروبية، فإن الأوروبيين كانوا شركاءنا الأساسيين في التجارة، وكانت هناك علاقات سياسية واسعة جدا بيننا وبينهم، لكن هناك أيضاً خلافات بيننا. نحن الآن نشعر أن الأوروبيين حريصون في الواقع على التعاون معنا في القضايا الاقتصادية وكذلك القضايا الإقليمية، ونحن مستعدون لان نتعاون مع الأوروبيين في إطار مبادئنا.
وفي ما يتعلق بروسيا، فقد كانت مواقفنا أكثر تقارباً عامة، لأن وجهات النظر مع روسيا ومواقفها تجاه القضايا في منطقة الشرق الأوسط عموماً كانت أكثر مبدئية وجدية من المواقف الأميركية والأوروبية.
وأضاف ظريف: نحن لا نزال نعتقد أن أهم قضية في منطقتنا هي قضية فلسطين. إن المشاكل التي أوجدت، للأسف، بين دول هذه المنطقة هي هدية للكيان الصهيوني. وعلى هذا الأساس فإن كل المسائل التي نبذلها تتجه إلى داخل المنطقة.
{ سألنا خريج الجامعات الأميركية والذي عاش سنوات طويلة في بوسطن ومدن أميركية أخرى:
÷ أنت تعرف الكثير عن المجتمع الأميركي والإدارة الأميركية. واضح انه كان هناك موقف أميركي وآخر أوروبي، وأظن أنكم لعبتم على هذا التباين. هل تشعر الآن بصداقة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مثلاً بعد كل هذا العراك الطويل لساعات وأيام، وهل أصبحتما تفهمان بعضكما بعضا أكثر، ويعرف كل منكما كيف ستكون ردة فعل الآخر على قضية معينة؟ لقد كانت ابتساماتكما موحية؟
رد ظريف الكرة إلينا. قال:
÷ باعتباركم شخصاً لديكم خبرة طويلة في العلاقات الدولية فإنكم تعرفون جيداً انه في ما يتعلق بالقضايا الدولية فإن هناك دوراً للأشخاص، لكنه محدود. النظريات حول العلاقات الدولية تقول إن هناك علاقة وإن هناك تأثيرا، لكن هذا التأثير ليس نهائياً. وعلى هذا الأساس، أشعر ان بيني وبين السيد كيري فهما مشتركا أكثر، ولكن هذا لا يعني انه سيؤدي إلى تغيير السياسة الأميركية. لا أشعر انه سيكون من الممكن أن تكون هناك زيارة ممكنة لكيري (إلى طهران). لقد أتى كل الأوروبيين تقريباً إلينا، لأنه كانت هناك علاقة مع أوروبا.
ألححنا في السؤال: هل هناك مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران والولايات المتحدة؟
÷ لا نتوقع أن تصل الأمور بيننا وبين الولايات المتحدة في المستقبل القريب إلى مثل هذه المرحلة.
{ هل الباب مقفل؟
÷ ضاحكاً: أجل مقفل.
{ أم لان أوباما في نهاية عهده؟
÷ باب التوبة مفتوح في الإسلام للجميع.
{ العلاقة بين أميركا والكيان الصهيوني قديمة ومميزة، لكن الموقف العربي ضعيف والإسلامي عموماً صار أضعف، وهذا ما سمح لأميركا بأن تظهر هذه العلاقة من دون أي خوف من ردة فعل عربية.
وقال ظريف مقاطعاً: تأكد أنها لا تستطيع أن تعامل إيران بهذا الشكل. بالنسبة لنا فإن مسألة الكيان الصهيوني في المنطقة والجرائم التي يرتكبها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني موضوع محوري ويؤثر علينا. يمكن أن يكون الوضع قد تغير بالنسبة إلى إخوتنا العرب، لكن بالنسبة لنا لم يتغير شيء.
{ أعرف أن الموقف المبدئي للثورة الإسلامية في إيران هو الذي تفضلت به، لكننا نتحدث في السياسة العملية.
÷ ليس هناك أي فرق.
{ لقد أمضيتم سنتين في التفاوض حول «النووي»؟
÷ في حياتنا السياسية مبادئ، وبعض هذه المبادئ نص عليها الدستور الإيراني، ومن هذه المبادئ دعم الشعب الفلسطيني، وهو أمر لم يتغير. بالنسبة لنا فإننا نرى أن الولايات المتحدة تمارس سياسات خاطئة في الواقع، وهذه السياسات الخاطئة أدت إلى تنمية التطرف والإرهاب في هذه المنطقة، والى مزيد من الاستمرار في جرائم الكيان الصهيوني، فلا بد من تغيير هذه السياسات. إننا نشعر انه لا بد للأميركيين أيضاً أن يغيّروا في مواقفهم، وهم سيضطرون في نهاية الأمر لتغيير هذه المواقف والسياسات، عاجلاً أم آجلاً.
{ مع أوضاع عربية مفككة وضعيفة ومتهالكة كهذه فإنه من غير المنطقي أن نعتبر أن الولايات المتحدة ستغير غداً موقفها من إسرائيل. هناك علاقة عضوية بين أميركا والكيان الصهيوني. هناك علاقات بين دول أوروبية مع إسرائيل، وبالتالي أنت مضطر للتعامل مع الواقع السياسي كما هو. إذا بقيت الأوضاع العربية على ما هي عليه، حروب متنقلة، فهذا يعطي قوة لإسرائيل، فلماذا ستتراجع أميركا عن سياستها وهي تجد أن إسرائيل أقوى دولة في الشرق الأوسط؟
وأجاب الوزير الذي بات نجماً بعد فيينا:
÷ لا شك بأن هذه الدولة ليست أقوى دولة في الشرق الأوسط، لأنها لا تستطيع أن تؤمن الأمن لشعبها. نحن معكم انه ما دامت هناك صراعات وخلافات في العالم العربي، وكذلك في العالم الإسلامي، فإن أحداً لا يرى مبرراً لتغيير سياسته. وعلى هذا الأساس فإن هناك أولوية لتطوير العلاقات مع المنطقة، لكن هذا لا يعني ان علينا أن نتصارع مع الآخرين خارج المنطقة. إننا لا نبحث عن عراك مع أميركا ومع الآخرين، ويجب ألا نتصارع داخلياً بشكل يأخذ الإخوة العرب إلى كامب ديفيد. نحن مستعدون وآذاننا وأبوابنا مفتوحة. نحن نتألم مما يحصل في المنطقة.
{ أظن انه لا بد من تعديل ما من الموقف مع أميركا التي تبدأ وتنتهي بإسرائيل؟
قال ظريف: إننا نتوقع في العلاقات ألا تكون مواقف الدول وأفكارها تجاه إيران متأثرة بضغوط الكيان الصهيوني، وكذلك بخصوص قضايا المنطقة. لكن مع الأسف فإن ما يحصل في المنطقة هو أن كل السياسات التي تتبناها الولايات المتحدة في المنطقة تمر عبر إسرائيل والبوابة الإسرائيلية. والمحادثات النووية التي جرت بيننا أبرزت جيدا أن المصالح الأميركية والإسرائيلية متماثلة ومتشابهة، أو في اتجاه واحد، في كل الملفات، وانه لا بد أن تشعر الولايات المتحدة وتدرك الحقائق الموجودة في هذه المنطقة. الذي يقلقنا في هذا المجال هو أن الدول الجارة لإيران، وبدلاً من أن ترحب بابتعاد المواقف الأميركية عن المواقف الصهيونية، وهي لمصلحة المنطقة، فقد حاولت أن تجعل إيران مصدر تهديد حتى تتقارب المواقف الأميركية والإسرائيلية أكثر فأكثر. وعلى هذا الأساس فإننا نصر على أصدقائنا، الدول العربية والدول الأخرى في العالم، أن يروا الحقائق الموجودة، وان يتخذوا القرار بناءً على هذه الحقائق، ولا شك بأن هناك ظروفاً تتغير في المنطقة وهناك ظروفاً مختلفة. أعتقد أن هناك أخطاراً في المنطقة نواجهها جميعاً، ومنها الولايات المتحدة، وخطر التطرف الذي يواجهنا جميعاً ونحن نواجهه. أشعر أن بعض الدول في المنطقة تعتقد أن المجموعات المتطرفة أداة لعب بيدهم، وأنها تحت تصرفهم.
{ من تعني؟
÷ هناك جهات ترعى العصابات الإرهابية… مثلاً من يشتري النفط «الداعشي»، ومن يقوم بنقل أموال بيع النفط، ومن يسلح «جبهة النصرة» و «أحرار الشام».
{ هناك تركيا وقطر والسعودية؟
÷ أنا لا أسمي هذه الجهات، أنت تسمي. أنا أعطي عناوين. حقيقة انني في بعض الاجتماعات كنت اشعر أن بعض الأصدقاء لا يزالون لا يعرفون ولا يدركون ان هذه المجموعات تعتبر خطراً عليهم وأنها ضدهم.
{ نتيجة تداعيات الوضع الحربي في سوريا جاءتها نجدة روسية… ومن أوائل التصرفات التنسيق الروسي ـ الإسرائيلي، على الأقل في ما يخص عمليات الطيران والحدود الآمنة، وهناك كثيرون انزعجوا من هذا الموضوع، واعتبروا فيه مساً بالسيادة السورية بشكل أو بآخر. هناك مليون روسي قدموا إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة، ومعظمهم ليسوا يهوداً. نعرف أهمية الصداقة مع الاتحاد الروسي، وقد قاربت روسيا التحالف سياسياً مع إيران. الوضع في سوريا والعراق مفتوح على مخاطر هائلة، وجاء الجرح اليمني ليزيد المخاطر، أي أن المنطقة ذاهبة إلى المجهول، ونحن قلقون على الدول فيها.. أنتم لاعبون أساسيون حالياً في سوريا والى حد ما في لبنان، وفي العراق واليمن بدرجة أقل، لكنكم متهمون بأنكم تستغلون الفراغ السياسي العربي وتمكنون للوجود الإيراني في المنطقة، في غياب إرادة شعبية تقرر حيال أنظمتها. كيف ترى صورة المنطقة في ظل الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته على صورة المنطقة عموماً، وكيف ستتصرفون حيال المخاطر التي تهدد كل المنطقة؟
شعّت ابتسامة ظريف التي باتت شهيرة، دولياً، قبل أن يقول:
÷ نحن لا نسعى وراء ملء فجوة في العالم العربي. نحن نشعر أننا جزء من المنطقة وأمن المنطقة، في الواقع، هو أمننا، فلا يمكننا أن نهتم بالماضي فقط، فقد كان هناك ماض مرير لنا مع بعض العرب، وكانت هناك حرب مدمرة لمدة ثماني سنوات، والجميع كانوا يدافعون ويدعمون من هجم علينا. لكننا تجاهلنا الماضي ووضعناه جانباً. ولكنّ هناك ظروفاً الآن تهدد كل الشعوب والحكومات في المنطقة، ولا تقتصر هذه التهديدات فقط على سوريا والعراق واليمن، ولا يوجد أي حل عسكري لها، حتى ضد الإرهاب والتطرف. يمكن أن نكون بحاجة إلى أن نواجه مجموعة صغيرة مواجهة عسكرية، لكن لا يمكن معالجة الجماعات الإرهابية بطرق عسكرية فقط، ولا بد أن نواجه المشكلات التي أدت إلى خلق هذه المجموعات، المشكلات الفكرية والاقتصادية والسياسية، وعدم وجود فرصة للشعوب للتعبير عن آرائها، ومن جانب آخر أيضاً هناك اضطهاد لمشاعر المسلمين في العالم، وهو الشيء الذي نسميه التخويف من الإسلام أو «الاسلاموفوبيا»، فبؤرة «الاسلاموفوبيا» هي أميركا وأوروبا، والكيان الصهيوني هو الذي أوجدها، وهم يستغلونها، ونحن للأسف لا نعي أو ننتبه إلى هذا الأمر. هذه جوانب يجب أن نهتم بها. هناك مواضيع مستعجلة وفورية. أنتم تعرفون الخطر الذي ستتعرض له المنطقة إذا استطاعت مجموعة «داعش» أن تسيطر على عاصمة عربية أو إسلامية في يوم من الأيام. كان هذا الخطر وارداً، وكان هناك احتمال في السنة الماضية أن تسقط بغداد أو تسقط دمشق. أنتم تعرفون أن هناك جهة تدّعي الخلافة الإسلامية وتريد أن تسيطر على عاصمة تاريخية للخلافة الإسلامية، وهذا الأمر تهديد وتحد لأصدقائنا أكثر منا، وهم لا يدركون هذا الخطر ولا يهتمون. بالنسبة لنا، في الواقع، فإن المواجهة العسكرية، سواء كانت من الروس أو من الآخرين، نعتبرها علاجاً قصير المدى لمنع وقوع خطر أكبر. يجب ألا نتوقف أمام هذه المسألة، ولا بد لنا أن نعالجها مع الجيران لتسوية جدية وحاسمة.
وسألنا وزير خارجية إيران التي لها دور مؤثر في سوريا:
{ ماذا عن الحرب في سوريا وعليها، وعن تنظيمات الإسلام السياسي وضمنها «داعش»؟
÷ لاحظوا أنه يمكن أن تُرتكب أخطاء في كل مكان، لان هذا الأمر يقلقني كما يقلقكم، لأنه كان هناك بعض الأخطاء، لكن نحن لا نريد في الواقع دعم الشيعة ضد السنة، وهناك مجموعات شيعية متطرفة كما مجموعات سنية متطرفة، لكنّ لسماحة القائد خامنئي موقفاً قال فيه: هذا الشيعي قد يكون بريطانياً وذاك السني قد يكون أميركياً بالقدر نفسه. في العراق وسوريا نريد استقراراً وان تكون هناك علاقة منطقية بين كل المجموعات والفئات والطوائف. الملك الأردني عبد الله (الثاني) ذهب إلى واشنطن في العام 2004، وقبل أن يكون هناك خلاف بين الشيعة والسنة، كان أول من تحدث عن «الهلال الشيعي». وعلى هذا الأساس فإن المعركة بين السني والشيعي خلقها السياسيون في الواقع.
صمت ظريف للحظة ثم أضاف قائلاً:
÷ هذه المسألة تجعلنا نسأل ما هي هذه اللعبة. ويقلقني أن أرى أن كل المجتمع المدني في الدول العربية قد دخل في هذا المعترك. من واجب المثقفين في العالم العربي العمل لكشف هذا الأمر.
{ الشارع مغيب تماماً، واليأس يأخذ إلى الإرهاب، فماذا تفعل الكتابة وهل يمكن لها أن توقف «داعش»، الذي إذا ضرب طائرة لا أستطيع أن أرد عليه بمقالة؟
ضحك ظريف ثم قال:
÷ في النهاية ستنتصر الفكرة والرأي على السيف. إن التكاليف التي يصرفها الأميركيون للسيطرة على الأفكار والرأي العام باهظة جداً، وهي خير دليل على أن لهذه الأمور تأثيرها. وعلى هذا الأساس أعتقد أن القول بضرورة التعاون بين الدول في المنطقة هو من المقولات التي لا بد أن نذكّر بها دائماً. الدول الموجودة، وهذه هي البراغماتية.
{ هل ذهبت إلى المؤتمر العربي مع دول أميركا اللاتينية في السعودية؟
÷ لا، لكنهم كانوا في فيينا وأنا كنت هناك. وسلمت على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وسلم علي.
{ هل ستسلم عليه في مؤتمر فيينا المقبل؟
÷ من المحتمل ألا أشارك، لأنني كنت مرتبطاً بزيارة الرئيس إلى ايطاليا. لكن من الممكن أن يشارك أحد زملائي، ونحن نتابع القضايا جديا.
{ هل تتوقعون نتائج من مؤتمر فيينا الجديد؟
÷ لا أعتقد. المشكلة أن الأصدقاء لا يدركون المخاطر.
{ من تقصد، الروس أم العرب؟
÷ السعودية، والإمارات خاصة… أما مصر والأردن فقد أدركا الخطر إلى حد ما، ولكن السعودية والإمارات لم تدركاه بعد.
{ برأيك لماذا هذا الموقف الإماراتي؟
÷ لا أعرف.
{ هل هناك اتصالات مع الإمارات؟
÷ هناك اتصالات وعلاقات واسعة مع الإمارات. المسألة الأساسية في الخلافات هي سياسة الإمارات في القضيتين اليمنية والسورية.
{ أنت ذاهب مع الرئيس إلى الفاتيكان وايطاليا وفرنسا. ماذا تتوقع من الزيارة؟
÷ التشاور السياسي والعلاقات الاقتصادية. أوروبا حريصة على تنمية العلاقات الاقتصادية مع إيران ونحن حريصون على هذا الأمر أيضاً.
{ هل هناك دعوات لزيارات إلى دول أوروبية أخرى؟
÷ نعم هناك دعوات، لكن علينا أن نبدأ من مكان. وللبابا (فرانسيس) مواقف لافتة، ونحن نقدرها… لذلك جعلنا اللقاء الأول، على مستوى القمة، معه.
كما كان لدينا، بعد، العديد من الأسئلة.. لكن وقت الوزير الذي يستعد لرحلة متعددة المحطات كان يضيق بها، فاكتفينا بهذه الحصيلة.

Exit mobile version