مِنْ حُسْن حَظّي انني عرفت الراحل الكبير المغفور له أخي وصديقي وزميلي الاستاذ طلال سلمان في نقابة الصحافة.
جلسنا لمدّة عامين في مجلس النقابة، كنا نتفق أحياناً ونختلف أحياناً، ولكن الاحترام الكبير كان دائماً يحل كل المشاكل إن وُجِدتْ.
كنت من أشد المعجبين بقلم الاستاذ طلال سلمان، وكنت أشبّهه بـ محمد حسنين هيكل… كما كنت أقول بعد الاستاذ هيكل يأتي الاستاذ طلال مباشرة… ويمكن القول إنّ الاستاذ طلال هو هيكل لبنان، والاستاذ هيكل هو هيكل مصر.
أعرف أنّ الموت حق، وكل نفس ذائقة الموت. أنا أعتبر أنّ الزميل الكبير شعر بمرارة قراره التاريخي الذي اتخذه رغماً عنه بإيقاف إصدار جريدة «السفير» التي كانت بالنسبة له بمثابة ولد من أولاده، فكيف يتحمّل أن يخسر ولداً عزيزاً على قلبه؟
بالفعل كان قرار توقف «السفير» بالنسبة للاستاذ طلال أصعب قرار اتخذه في حياته… وكان يتمنى أن لا يكون موجوداً في هذه الدنيا عند اتخاذه مثل هذا القرار.
بهذه المناسبة الأليمة لا يسعني إلاّ أن أترحّم على الفقيد الغالي، وأطلب له من ربّ العالمين الرحمة والغفران. كما أتقدّم من زوجته وأولاده وإخوته وجميع أفراد عائلة سلمان وأقربائه بأحرّ العزاء.
رحم الله الفقيد الكبير وأدخله فسيح جناته.
جريدة الشرق