طلال سلمان

صوت العرب

عرفنا الصوت قبل ان نعرف الرجل، فأخذنا من الحماسة الى العقل، من الخطابة المدوية الكلمات بالعاطفة والمضمون الى التحليل السياسي الرصين الذي ينطلق من الواقعة ليشرح الواقع وينطلق منه ليرسم اطار المواجهة ومداها طلبا للتغيير.

ثم عرفنا محمد عروق الانسان فاذا به قادر على الدخول الى القلب والعقل معد، كصديق، وكصاحب حلم في ضرورة تصحيح المسار والنضال من قلب الثورة ضد الذين شوهوا الثورة، والكفاح من داخل «الناصرية» ضد الذين خطفوا صورة جمال عبد الناصر واحتموا بها وهم يمارسون الانحراف.

لم يكن محمد عروق صاحب ادعاءات كبيرة. كان بسيطد جدد كما الود. وكان عمليد جدد، بمعنى انه لا يقبع منتظرد تحقق الاحلام العظيمة والدخول الى حصن النظام الذي ارتد عن نهج عبد الناصر بعد وفاته على حصان ابيض، بل يسعى في مناكبها ويعمل في المجال الذي يمكنه ان يقدم فيه مادة انظف وافضل واقرب الى ما هو جميل واصيل في الناس.

ترك مراراته في السجن، وحمل الأمس في ذاكرته وفي قلبه، ومضى يعمل للغد من نقطة الصفر. حمل حقيبته وجاب اقطار الامة العربية ينتج البرامج الاذاعية والتلفزيونية مختارد لها موضوعات تعيد الاعتبار الى ما هشمته الهزيمة والردة في النفس العربية.

محمد عروق واحد من الذين اعطوا حياتهم للثورة، للعروبة، لمصر، لجمال عبد الناصر القائد القومي، ولم يأخذوا منها الا… الاسم المعطر.

رحم ا” محمد عروق، وأحرّ العزاء لاسرته ولاخوانه ومحبيه، في لبنان كما في مصر، وفي سوريا كما في الخليج، وفي ليبيا كما في سائر اقطار المغرب، وفي كل تلك الدنيا من الاحلام التي كان يغطيها «صوت العرب» قبل ان يصيبه الخرس!.

Exit mobile version