طلال سلمان

صبري المدلل يذهب الى المدرسة

في حديث مع محطة فضائية عربية سألت المذيعة شيخ الطرب الأصيل صبري المدلل: لو أُتيح لك ان تعود الى الصبا وتبدأ من جديد، هل كنت تعيد سيرتك الأولى مع الغناء، فلا تفعل إلا ما فعلت؟!
بسرعة رد الشيخ الذي أفنى أو أغنى عمره طرباً: لا.. قطعاً لا. لكنتُ درست الموسيقى وتعلّمت أصول التلحين والغناء. نحن إنما أخذنا عن كبارنا. تعلّمنا منهم وعليهم وقلّدناهم، ولم نضف الكثير أو نجدد في ما أوصلوه الينا. في حالات قليلة كنا نضيف »كوبليه« او نتصرف ودائما داخل »المذهب« بحدود ضيقة وبدوافع مزاجية او ذوقية ليس أكثر.
لكان ذهب فتعلّم أصول التلحين ودرس الموسيقى، هذا الثمانيني الذي أطرب جيلين أو ثلاثة، وأخذ عنه جيل من الفنانين الذين خرّجتهم »جامعة الطرب في حلب«.
كم من الذين تفرضهم علينا الطوائف او زعاماتها، او الذين »يغنّيهم« الأورغ والطبل والكلام الهابط يعترفون بحاجتهم الى دراسة أصول الغناء!
لو أنهم فكّروا بالدرس أو فهموا الموسيقى والتلحين او تعرّفوا الى الذوق وأحسوا بالجمال، لما تجرأوا على الوقوف فوق خشبة مسرح او خلف ميكروفون لكي… يغنوا!
لكأنما بات الغناء مهنة من لا مهنة (او لا موهبة) له!. يستطيع اي كان ان يقرر فينفّذ حكمه فينا وعلينا، بشرط ان يتوفر له »الامبرازاريو« الذي يقتحم به شاشات هذا التلفزيون او ذاك ويفرضه على بعض فنادق الدرجة الاولى بدءا من دمشق وانتهاءً بأقصى أطراف الجزيرة والخليج، وان يتوفر معه من الدولارات ما يكفي لإنتاج »فيديو كليب« تحتشد فيه الحسناوات أكداساً فوق أكداس، ربما من أجل ان يتركز الاهتمام على »موسيقى« أجسادهن فينجح »المغني« من دون ان يسمع أحد صوته!
وصبري المدلل يجعلك ترقص طربا،ً ولكنه لا يغني ليرقصن!
ط. س.

Exit mobile version