طلال سلمان

صاحب العهد ينصح ولي العهد!

إلى متى سيفرض علينا أن نتحمل هذه المشاهد والكلمات الرئاسية المهينة كالتي تضمنتها مقابلة الرئيس الاميركي فائق التهذيب مع ولي العهد السعودي المحشو بالأموال المصادرة من ابناء عمومته وكبار رجال الاعمال المحظوظين، فضلاً عن شعب ارض النبوة الذي اسبغت عليه هوية الاسرة المالكة (بالسيف والخديعة والدعم الاجنبي) وفي لقائهما الأخير في البيت الابيض؟

لقد كان اللقاء اشبه باجتماع علني لرئيسي شبكتي مافيا، الأولى دولية بامتداد العالم، والثانية محدودة في اطار مملكة الصمت والذهب..

تحدث الرئيس الافخم للكون وهو يحمل لائحة مجسمة بإنتاج بلاده من الطائرات الحربية والغواصات والدبابات واخر المبتكرات الالكترونية، قبل أن يسأل صاحب السمو الملكي عما يصنعون… وهل الافلام التي سُمح لنساء المملكة ستكون من انتاج رعايا سموه ومن تمثيل المبدعين والمبدعات من رعاياه ايضاً، وهل ملابس المتفرجات اللواتي اجيز لهن اخيراً بحضور الانجاز الثقافي والحضاري المبهر: مباريات كرة القدم بين اللاعبين من الشباب ذوي الصحة والعافية وهم “بالشورت”؟ ستكون من صناعة اهل البلاد؟

قال رئيس الكون للأمير الملتف بعباءته السميكة وفوقها الكوفية والعقال: لديكم الكثير الكثير من المال الذي يأتيكم بلا تعب!. في حين أن شعبنا يتعب في انتاج ما تحتاجونه وتشترونه بأموال جاءتكم من حيث لا تعلمون، وبالتالي فمن حقنا أن نحصل على هذه الاموال مقابل انتاجنا المتقدم والمتطور من اسباب التقدم والقوة..

وقال رئيس الكون للشاب الذي بالكاد تجاوز الثلاثين من العمر، والذي يتصرف بثروات خرافية، بلا رقابة، ولا محاسبة، ولا قيود، بل على طريقة “زه، واعطاه مليار دولار”!! ما مفاده: يا فتى، اجلس في هذه البلاد فترة طويلة وتعلم…

وختم دونالد ترامب نصائحه للأمير الشاب: انا مجنون مثلك، ولكنني أتقن لعبة التغريدات!. اصحو مبكراً فاطلق مجموعة من التغريدات التي تشغل بال الدول المناكفة والزعماء المعارضين في الداخل، فينهمكون في التحليل والتمحيص، وقد يتجادلون ويتخاصمون.. اما انا فاذهب إلى النوم مع عشيقة جديدة، او السباحة، او أية رياضة أخرى، او أي استقبال رسمي تافه، ولكنه دسم كالذي عقدته معك، قبل أن أمد قدمي لارتاح من اعباء حكم الكون!

وصاحب السمو يفكر الآن، بأسرع طريقة لاعتماد هذه الفلسفة العميقة والناجحة في قيادة أكبر وأغنى دولة في العالم!

Exit mobile version