طلال سلمان

شكرا لمن يعطينا عنوان

شكراً للمقاومة ومجاهديها البواسل، فهي تعيد إلينا بضرباتها النوعية توازننا النفسي وتصحِّح جدول الاهتمامات السياسية، بل هي تعيد إلى حياتنا العامة بعض المعنى وتعطينا »العنوان« وتساعد في رسم الطريق الأقصر إلى الهدف الوطني والقومي السامي.
شكراً.. فلولا عمليتها الشجاعة التي ضربت الاحتلال الإسرائيلي على رأسه، أمس، بإعدام أحد »كبار« عملائه وأحد جلادي أهلنا في الجنوب، عقل هاشم، في حصنه الحصين في دبل، داخل الأرض المحتلة، لكانت العناوين والافتتاحيات والتحليلات ونشرات الأخبار و»المداولات« السياسية والأحاديث البيتية تدور حول موضوعات تتراوح بين أن تكون »مهينة« أو »موجعة« أو تندرج في خانة »طق الحنك« والسلام!
لولا الإنجاز الجديد للمقاومة لكانت مواضيع الكلام والاهتمام واحدة من هذه:
المناكفات بين أهل الحكم وبين المعارضين، والتي تظل بمجملها بعيدة عن أن تخفف من الإحساس العارم بالضيق الذي يعيشه الناس، على المستوى المعيشي كما على المستوى السياسي، وعلى المستوى الداخلي كما على المستوى العربي العام!
وقاحة إيهود باراك وصلفه واستهانته »بكرم الضيافة« خلال زيارته القاهرة، أمس، فضلاً عن اللياقة وإطلاقه التهديدات ضد لبنان والمقاومة فيه، وتطرفه الفظ وهو يتحدث عن المفاوضات مع سوريا، واستهانته بالموضوع الفلسطيني وكذبه العلني في ما يتصل بالانسحابات الجديدة من بعض الضفة الغربية.
ثم رده »غير اللائق« على الرئيس المصري حسني مبارك، مضيفه، في ما يتصل بنزع أسلحة الدمار الشامل والمفاوضات حول »تنظيف« المنطقة من السلاح النووي..
اللقاء »المباغت« بين مسؤولين كبار في البحرين وبين مسؤولين إسرائيليين، على هامش الندوة الاقتصادية في منتجع دافوس السويسري، وهو لقاء غير مبرر، بكل المقاييس، خصوصا في ظل التعنت الإسرائيلي المتمادي وتعطيلها أي جهد يبذل من أجل تسوية مقبولة.
»التزام« الحكومات العربية المعنية بالاستجابة للدعوة الأميركية إلى »إحياء« المفاوضات المتعددة الأطراف، وسفر الوفود (صاغرين) الى موسكو للبحث في ما بعد التسوية، بينما الحكومة الإسرائيلية تواصل جهد سابقاتها في جني مكاسب »السلام« بينما »السلام« في الأحلام!
بسحر ساحر شفي المرضى، وبلع المعارضون ألسنتهم وتخلى المترددون عن ترددهم واندفعوا »في الطابور« للمشاركة في مؤتمر موسكو الغارقة في دمها ودم الشيشان، وهو مؤتمر سيلحق بالتأكيد ضررا شديدا بموقف سوريا ولبنان (والفلسطينيين ومصر والأردن!) ولن يفيد إلا إسرائيل اليوم وغدا…
مرة أخرى، شكراً للمقاومة التي تجدد فينا الأمل وتعيد تحديد الطريق الصحيح حتى إلى.. التسوية المقبولة!

Exit mobile version