طلال سلمان

شكراً لمن لم ينسَ عروبته..

شكراً للأخوة العرب، الذين كانوا قد غرقوا في خلافاتهم وصراعاتهم متعددة السبب والقصد، حتى افترضنا انهم قد نسوا عروبتهم وانسلوا خارجين منها إلى حد التنكر لها.

شكراً لان اكثريتهم ما تزال تحن إلى ماضي الأخوة، وما تزال تحفظ دور لبنان في ثقافتهم وتعليمهم كما في بناء بلادهم.

شكراً لأنهم قد حاولوا أن يجعلوا من كل دولة من دولهم الصغيرة لبنانا جديداً: دولة بشعب صغير لدور كبير، والمال يفعل فعل العقل والعلم وأكثر، والخبرة يمكن أن تُشترى اما القرار فيظل دائماً لأهل القرار.

لقد بنى اهل الخليج “لبنانات” عديدة، لكن لبنان الاصلي ظل بعيداً عن التقليد، لأسباب تتصل بالتاريخ والجغرافيا والتعددية ومصالح الدول.. ومن هنا انه ظل مقصدهم، سواء بأبنائه ام بجبله ومدنه وقراه وساحله والتبولة والفتوش والدبكة وأغاني فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين والصبوحة.

صحيح أن نوعاً من “التكامل” بين لبنان وامارات الخليج، لكن حقائق الجغرافيا والطقس جعلت لكل دولة من هذه الدول صغيرة الحجم ممتازة الامكانات دوراً ومنحتها افقاً مختلفاً ومجالاً حيويا خاصاً.

ولان “اللبناني” متعدد الخبرات والمهن، ويعرف الكثير عن الدنيا، شرقاً وغرباً، ويتعلم بسرعة، ثم يوسع دائرة معارفه بالتجربة، فقد لبى احتياجات اهله في الخليج ونشأت بينهم وبينه علاقات خاصة اختفت منها الحساسيات، طائفية ومذهبية، وتم التركيز على المصالح التي تجمع ولا تفرق، بغض النظر عن نسب توزيع الارباح.

ربما لهذا ينظر اللبنانيون إلى مساعدات الاخوة العرب على انها حق قبل أن تكون واجباً، فهم قد “دفعوا” ثمنها مقدماً من عرق جباههم كما من علمهم وكفاءتهم وقدرتهم على الانجاز.

شكراً لكل من اعطى فأسهم في ترميم منزل او إعادة بناء حي مهدم.. والاهم انه أكد رسوخ الاخوة والمبادرة إلى العطاء.

Exit mobile version