طلال سلمان

سيّدي الرئيس

بإسم الحضور الكريم، مع الحفاظ على المكانة والمرتبة وبإسمي أطلب من المولى القدير أن يشدّ بأزرك ويطيل عمرك وينير قلوبنا بمعرفتك وحكمتك.

إنها مناسبة سعيدة يلتقي بها أحباؤك ليجددوا العهد بولائهم لك وليفرحوا معك بإنطلاق عام جديد من عمرك المديد.

إحترت كيف أتوجه إليك، أأخاطبك بدولة الرئيس أم بضمير لبنان أم بكاظم الغيظ، أم بسيد العافين عن الناس أم برجل الدولة أم بالاب الحنون أم بصاحب ابتسامة طفل تعلو وجه رجل شامخ أم بأستاذ لغة ينفر لفتحة أو ضمة في غير موقعها.

أتريدني أن أذكر كيف ابتدأت وكيف تعلمت وعلّمت وأنا من تلاميذك المشاغبين، أتريدني أن أذكر كيف كنت تغض النظر ونحن نثور أيام الجامعة مالئين شوارع بيروت صخباً ضد الظلم وضد المغتصبين لفلسطين.

وكيف لي أن أنسى يوم ترك نواب الامة بيروت عاصمة الشرف والوجدان وتخلوا عن موكليهم وهربوا وكيف بقيت انت وحدك بيننا تحمل ما نحمل وتعاني ما نعاني من حقد اليهود وغيّهم.

وأن أنسى لا أنسى، وكيف لي أن أنسى، يوم ضاقوا بك وتآمروا لاغتيالك في صبيحة عيد وكيف نجاك المولى من غدرهم.

طالبت بالعدل والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وما منبرنا الا صورة صادقة تسعى للتعبير عما يجول في خاطرك.

نهلت من الكتب أعمقها وسطرت كتباً نقرؤها كلما ضللنا الطريق وضاقت بنا السبل.

نأيت بنفسك (ونحن في زمن النأي) عن أكل اللحم واكتفيت بقليل من نبات مما زاد في طبعك نقاوةً ونوراً.

رفضت التوقيع على أحكام اعدام محقة تاركا امر الروح لواهبها، مع ان في الامر وجهة نظر اخرى أتبناها شخصياً ومن يومها لم تعلق مشنقة رغم ان ذلك ضد القوانين المرعية الاجراء.

لم يعلقوا مشنقة من يومها، مهابةً منك أم خوفاً من أن يكونوا على خطأ؟

ميزت بين الحرية والديمقراطية برقة ودقة، فهمك قلة وغاب عن السمع الكثير.

لا علاقة لك بالطبل والزمر والمواكب، ومن يزر منزلك يشعر بوجودك فلا حرس مدجج ولا عيون مارقة وكاميرات مراقبة، منزل عادي ليس بحاجة للزخرفة والبريق. عظمته هو انك ساكن فيه.

اتعبوك فلم تتعب! اسقطوك وانت اول رئيس للوزراء يسقط في الانتخابات، فلم تعرهم اهتماماً بل اخذت قلمك وعدت لتكمل المشوار.

صارعت رؤساء دول وهم في قممهم وعففت عنهم عند السقوط.

قابلت رؤساء وملوكا وجبابرة وانت انت تقول رايك بهدوء ورصانة بغض النظر عن ردات فعلهم وآرائهم تقول وهم اليك مصغون ومتعجبون بالجرأة والرقة وحسن الاداء.

سليم الحص: حالات الزّمان عليك شتى وحالك واحد في كل حال

سليم الحص، ما سرك؟ أي مجلس أتيت يسود الصمت فيه ويقف الجميع وقاراً أأنت وخز ضميرهم؟ أأنت صورة الحق امام بهتانهم وبهرجتهم؟

سليم الحص ـ غريب انت، في العواصف كالطود وفي الرقة كالطفل لا تدوس على نملة ويقف السيف دونك مرتعداً، تروق لك النكتة ان اتت في موقعها وبابتسامة ملامة تردها ان تخطت حدها.

سليم الحص ـ عجيب أمرك، تخطيت الامام الغزالي حين قال عندما تعب من الناس:

غزلت لهم غزلا رقيقاً فلم أجد لغزلي نساجا فكسرت مغزلي

لا، استمريت ولا تزال لأنك مؤمن ان في هذه الامة بقية خير، قد يطول الليل ولكن لا بد للصبح ان ينجلي.

سليم الحص تعلمنا منك وهم تعلموا ولكنهم كابروا ولا يزالون.

سليم الحص احترت في وصفك ….فاجتهدت عساي أن أصيب، اجتهدت فقلت في وصفك: نادرٌ حلّ في زمنٍ رديء.

Exit mobile version