طلال سلمان

سيمون الخازن: رحيل رجل التحولات

قبل أيام، اتصل سيمون الخازن معاتباً: لم أمت بعد، فلماذا نسيتني؟
قلت بعفوية: ولكنك ضد الموت.. لقد عبرت الأصعب وصمدت للأقسى وبقيت معنا.
ضحك وقال: ولا يهمك، سوف أصمد بعد! هل المرض أقوى من الحروب التي عبرناها؟ هل هو أقوى من محن الاقتتال الأهلي؟! من عارك ما عاركناه من محاولات لإشعال الفتن ونجحوا في إطفائها لا يهمه كثيراً أن يغادر. إن ضميري مرتاح. ولتكن مشيئته!
كان سيمون الخازن يأتينا في «السفير» بلا موعد.
وخلال فترة معينة كان رهانه على الراحل الدكتور جورج سعاده ومرحلة التحول التي قاد إليها حزب الكتائب عظيماً.
وأذكر انهما جاءا إليّ ذات يوم لدعوتي لكي أكون خطيب الاحتفال في عيد الكتائب، أوائل التسعينيات.. وحين بدت على وجهي معالم الدهشة، قال سيمون: العرقلة بهدف أسر الحزب في ماضيه.
وذهبت الى اللقاء في المناسبة السنوية العزيزة على قلوب الحزبيين، وقلت ما يعبر عن رأيي الحقيقي، متوقعاً ـ مثلهم ـ أن يحدث الكلام صدمة بين الحزبيين.. ولقد حدثت الصدمة، وعلت الهمهمات، وقفز جورج سعادة الى المنصة ليمتصها، في حين جاءني سيمون الخازن ليقول: ـ شكراً لقد ساعدتنا على اجتياز الجسر الى حيث يجب أن نكون!
سيمون الخازن الذي حوّل «إذاعة الكتائب» الى «إذاعة صوت لبنان» ساهم في تصحيح مسيرة حزب، ونجح مع زملائه في الإذاعة أن يجعلوها أقوى من الحزب أو بديلاً منه، وصوتاً للوطن بدل أن تكون صوتاً لجماعة.
لقد ترك سيمون الخازن بصمته فوق سجل المرحلة الأصعب من تاريخ لبنان، واجه بقناعاته، وأدى ما اعتبره واجباً، وسقط في الميدان. العزاء لزملائه ورفاقه جميعاً ولا سيما السيدة وردة. رحمه الله.

Exit mobile version