طلال سلمان

سيبقى في غدنا

في بعلبك قلاع أخرى، غير قلعة الحجر. فيها، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً بالتأكيد، قلاع من المبادئ والأفكار والأحلام والقدرات والإيمان بالإنسان والأرض لا تقل ثباتاً وصموداً عن القلعة التي يحتفل الناس بمنشئها الاستعماري وينسون بناتها من أهل الأرض.
حسين عثمان قلعة نضالية، هو واحد من أولئك الذين رفعوا أعلام الوحدة والحرية والكرامة. كان طليعة في أيام الاقتراب من الحلم، وظل على إيمانه عندما تجرأ أعداء التغيير على الحلم فحاولوا تحطيمه.
وبرغم اختلاف الزمان وانهيار الكثير من حملة الرايات، فقد صمد «أبو هيثم»، بروحه، لكن صحته لم تقوَ على احتمال الانكسار، فعاش سنواته الأخيرة يعاني انحطام الأحلام بغير ان يستسلم.
ولقد رحل حسين عثمان… لكن قلعة المبادئ صامدة، ولسوف تجد أعلام النضال من يستمر في رفعها. فبعلبك هي القلعة لرجالها ونسائها وفتيتها الذين يستمدون زخم السعي إلى المستقبل الأفضل من ماضي مناضليها البسطاء والطيبين الذين طالما أعطوا ظهورهم للسلطة حتى لا يخونوا أفكارهم.
لقد خسرت بعلبك واحداً من أعمدة نضالها، لكنها ستظل قلعة للعمل الوطني تحت راية العروبة.
رحم الله «أبا هيثم» وعوضنا به قلاعاً من المناضلين.
طلال سلمان

Exit mobile version