طلال سلمان

سنة بألف

لم يعد للعرب عموماً، وفي مختلف أقطارهم، بدءاً بلبنان وانتهاءً به، علاقة واضحة مع الزمن..
الزمن يمر بالعرب، فلا هم يأخذونه فيفيدون منه، ولا هم يجارون تياره فيدفعهم دفعاً إلى مجاراة حركة التقدم، من دون أن يفيدوا علماً وخبرة وتجربة تفيدهم في غدهم.
لكأنهم يواجهون الزمن، يعترضون طريقه، يشعرهم بتخلفهم، بعجزهم، باندحارهم، فيتصرفون معه وكأنه يحابي أعداءهم ، فيندفعون إلى الالتحاق بمن كانوا في موقع الأعداء … لعلهم يستعيدون شيئاً من زمانهم أو يدخلون فيه.
أما بالنسبة إلى لبنان خصوصاً، فيمكن القول إنه لم يعد له علاقة واضحة مع الزمن، فأزمته السياسية المفتوحة لا تهتم كثيراً للمواعيد، دستورية كانت أو قانونية، أو عملية بمعنى اتصالها بحياة أهله.
من هنا فإن سنته في زمنه الاستثنائي هذا هي ألف سنة مما يحسبون!
لكأن هذا الوطن الصغير والجميل بات خارج الزمن ، أو أن الزمن يجري خارجه.
هو دولة ، رسمياً، لكنه ليس دولة تماماً.
هو جمهورية ، رسمياً، لكنها جمهورية بلا رأس، وبلا مؤسسات فعلية، ولا يحمي وجودها الرسمي إلا الخوف ، الخوف على شعبها من غيابها، والخوف على استقرار محيطها إذا ما غابت أو غيّبت في غياهب الفوضى.
إنها جمهورية بلا رأس في حمى الفراغ المنظم!
مقعد الرئيس الأول شاغر، والحكومة بتراء، مطعون في شرعيتها وفي ميثاقيتها، والمجلس النيابي مشلول بالخلافات ولاّدة الأحقاد والأغراض والأمراض، لا الأكثرية تستطيع إلزامه بمطامحها، ولا الأقلية تستطيع تحقيق النجاح في الوصول إلى تسوية مقبولة.
ثم إن الأكثرية الرسمية لا تعكس أكثرية شعبية جارفة وقادرة على الفرض.
و الأقلية المعارضة، ليست أقلية، بل إن جمهورها أعرض، وإن ظلت مطالبها طبيعية ، فهي تقول بالمشاركة على قاعدة نسب التمثيل في المجلس النيابي، وليس الواقع الشعبي وإلا لاختلفت الحسابات..
لبنان اليوم، وحتى إشعار آخر، جمهورية بلا رأس. مقعد رئيس الجمهورية شاغر والقصر مقفل. الحكومة البتراء طرف في الحرب على سلطة القرار، ثم إنها طرف في معسكر دولي يمحضها ثقته ويشيد بها على مدار الساعة، ويعتبرها شرعية ودستورية ومنتخبة ديموقراطياً، ولو كره الكارهون. وآخر من جاء لتأكيد شرعيتها واستمرارها فوق قمة ما تبقى من السلطة المركزية هما الموفدان الأميركيان ديفيد ولش وإليوت أبرامز. المجلس النيابي يحاول، عبثاً، التوافق على العهد الجديد، فتأتيه الريح المانعة للإجماع من خارج، فيتلاقى نوابه في ردهاته ولا يجتمعون، ويتمازحون ويتضاحكون أمام العدسات، ويرشحون القائد نفسه ثم لا ينتخبونه!
ولأن ترشيح قائد الجيش حقق إجماعاً غير مسبوق، فإن أي تأخير في انتخابه ورفعه إلى سدة الرئاسة سيرتد سلباً على هذه المؤسسة الوطنية الجامعة.
فلقد شكل الجيش على امتداد سنوات الأزمة الثلاث، وما زال يشكل صمّام الأمان، سواء من خلال لعبه دور قوة الفصل الوطنية بين أطراف الصراع السياسي في لبنان: لقد منع الاحتكاك والتصادم، من دون أن يصطدم بأي طرف. لم يضطر لاستخدام سلاحه مرة واحدة، وإن شهره مؤكداً قوته وحيدته ليمنع القوى المختلفة من استخدام أسلحتها وما أكثرها!
… أما مع تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد فقد أجبر على استخدام سلاحه. بل لقد أعوزه هذا التنظيم الذي سرعان ما ثبت أنه جزء من معسكر التنظيمات الأصولية رافعة الشعار الإسلامي في السياسة، إلى طلب نجدات بالسلاح، وجاءته شحنات أقل مما يحتاج من بعض الدول العربية الصديقة للإدارة الأميركية، لكن القيادة السورية هي التي وفرت له الكثير مما يحتاج، خصوصاً أنها بالأصل مصدر معظم السلاح العتيق الذي يحمله!
لقد اجتهدت قيادة الجيش فنجحت في تحييده عن معسكري الصراع..
لكن هذا الجيش، بشخص قائده الذي رشحه الإجماع لرئاسة الجمهورية، ثم منع الاختلاف انتخابه، يكاد الآن يتحول إلى ضحية الصراع بين المعسكرين، الذي استولد نوعاً من الحب القاتل بالمزايدة: لقد رشحه طرف، ووالاه طرف، وزايد كل على كل، باللافتات والشعارات والإعلانات الملونة والصور المكبرة.. لكن الأطراف جميعاً توقفت عند الإجراءات الشكلية فتعاركت عليها حتى صار الشكل أهم من المضمون…
وهكذا يجد القائد نفسه في وضع محرج قد يدفعه إلى قرار خطير بأن ينجو بموقعه من هذه المعركة، تاركاً للناس أن تحاسب من كان السبب في إضاعة فرصة لا تعوض.
[ [ [
للبؤس زمانه الخاص، وتقويمه الخاص. من هنا فإن 2007 هي سنة بألف مما تعدون.. خصوصاً أن بدايتها الفعلية سبقت ميلادها بسنتين إلا قليلاً. إننا نشهد الآن بعض النتائج. بعض نتائج 14 شباط ,2005 وأكثر من نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز .2006
ولقد عاش لبنان حروباً عديدة متنوعة الأهداف والشعارات والأطراف، حتى صار مواطنه خبيراً في أحوال السلم والحرب، يستشعر خطر التصادم والانشقاق قبل أن يقع فعلاً مستنزفاً دماءه واقتصاده ومستقبل أبنائه.
كذلك فقد بات اللبناني خبيراً محلفاً في كل ما يتصل بما يسمى حروب التدخل ، يستشعر خطرها قبل أن تنفجر، ويعرف أطرافها، مموليها وموردي السلاح ومبدعي الشعارات ومصنعي الرايات من قبل أن تطلق الرصاصة الأولى. إن الظروف المأساوية التي عاشها وما زال يعيش في إسارها قد فرضت عليه أن يكون مثل الكشاف دائماً مستعد !
وأخطر سمات حروب التدخل أنها تموّه نفسها بشعارات مغرقة في محليتها.
وخلال ثلاث سنوات من حروب التدخل في لبنان تم، بعون الدول المشفقة عليه، تدمير المؤسسات أي الدولة جميعاً.
ثلاث سنوات من حملات التسفيه والاتهام بالجريمة والانحراف السياسي إلى حد الخيانة ، طاردت رئيس الجمهورية المنتهية ولايته، بحيث بات الموقع نفسه بحاجة إلى إعادة اعتبار… فالحملة قد تجاوزت شخص العماد إميل لحود لتطال الموقع نفسه، وبالتالي طائفة شاغله..
وليس من باب المصادفة أن تصبح بكركي المقصد والمحطة الضرورية والمدخل لمهمة أي موفد، يستوي في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أو الأمين العام لجامعة الدول العربية، أو الوزراء الأوروبيون، أو الموفدون الأميركيون، فضلاً عن السفراء العرب والأجانب..
لكأنما كان الجميع يريد أن يطمئن المسيحيين ، والموارنة منهم على وجه الخصوص، وعبر شخص البطريرك صفير إلى أن الرئاسة الأولى ستظل لهم..
بعض الزيارات كانت للاعتذار عن أخطاء سابقة. وبعضها كانت من باب التأكيد على ضرورة إعادة الاعتبار إلى الموقع الماروني الأول في الانتخابات التي تحضر كل لوازمها، ثم لا تجري!
[ [ [
.. ولأن الطبيعة تأبى الفراغ، فكل ما نقص في أو من صلاحيات رئيس الجمهورية ذهب إلى الحكومة البتراء التي أراد لها القرار الدولي (والعربي ضمناً) أن تكون شخصاً واحداً هو رئيس الحكومة! وهكذا تبدى وكأن طائفة بالذات قد اغتصبت الموقع الأول المكرس لطائفة أخرى.. وكان لا بد من بعض عمليات التجميل، ولو عبر التحريض على طوائف أخرى!
ثم جاء خروج الشيعة من الحكومة لأسباب يختلط فيها الاعتراض المحق مع التقدير الخاطئ في توقيته، وأحياناً في موضوعه، فيتبدى وكأن طائفة عظمى جديدة قد أنشئت في لبنان، لترث الطوائف جميعاً.
تزايدت الحماية الدولية للحكومة البتراء، وصار اسم فؤاد السنيورة لازمة موسيقية لتصريحات كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين عن لبنان.. أما المسؤولون العرب فكانوا، على عادتهم، يبلغون التأييد مواجهة أو عبر التواصل اليومي، ثم يخرجون إلى الناس بمواقف تدعي الحيدة والانهماك من أجل التوافق والسعي إلى إنجازه.
[ [ [
لقد تآكل لبنان، شعباً ودولة، حكومة ومؤسسات رسمية وقطاعاً خاصاً، نقابات مهنية وهيئات اقتصادية وصولاً إلى الجمعيات الخيرية!
تكفي مراجعة لعناوين الصفحات الأولى من الصحف اللبنانية الصادرة على امتداد العام المنصرم، لكي تتحقق أن الصحافة كمؤسسة قد تآكلت هي الأخرى.
لقد تكررت بعض العناوين في صدر الصفحات الأولى، بالحرف تقريباً، مرات ومرات..
لم يكن ذلك كسلاً من الصحافيين، بل لأن الوضع قد استنقع فلم يعد قابلاً للتحول أو التبدل إلا بمعجزة… وكثيراً ما راهنت الصحف على معجزات لم تقع (مع أنها في الأحوال العادية تطورات طبيعية..)!
وعلى سبيل المثال لا الحصر: فقد احتل عمرو موسى، مثلاً، صدر الصفحات الأولى، كوسيط مؤهل للنجاح، مرات ومرات..
واحتل توقع المصالحة السورية السعودية الصفحات الأولى عشرات المرات، خصوصاً كلما كان بين الأخبار ما يؤمل في تحقيقها..
كذلك فقد احتل اسم وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير الصفحات الأولى مراراً، وإن ظلت الأرجحية مطلقة للرئيس نبيه بري الذي كان يستولد من فشل مبادراته مبادرة جديدة يحاول بها إيجاد مخرج من المأزق الخطير..
لقد راهنت الصحافة والأوساط السياسية في لبنان، وما تزال تراهن، على احتمالات عدة:
التوافق العربي… وكانت تطل بعض المقدمات البشائر ثم يتراجع التوافق ليختنق في تفاقم أزمة العلاقات بين الدول المعنية. ومن ضمنها: التوافق السوري السعودي، التوافق السوري الأوروبي (بقيادة فرنسا)، التوافق السوري الأميركي (مؤتمر أنابوليس)..
ولكن، ومع الأسف، لا العرب توافقوا. ولا الرياض صالحت دمشق، ولا القاهرة بادرت فنجحت، ولا باريس حققت الفوز كوسيط نزيه بين دمشق والقاهرة.. ولا القوى السياسية اللبنانية تلاقت في مواجهة الخطر الذي يهدد البلاد جميعاً، ويتهددها بالتالي في وجودها قبل نفوذها.
[ [ [
انتهت سنة أخرى ولبنان على حاله: لا هو ميت فينعى، ولا هو حي فيرجى.
لا هو جمهورية، ولو بلا رأس، لأن الأيام تستهلك ما تبقى من تلك الجمهورية التي كانت. ولا هو دولة مؤسسات، فالحكومة البتراء باتت منتحلة صفة، والمجلس النيابي تشله الخلافات السياسية فيعجز عن إنجاز تعديل الدستور ومن ثم عن انتخاب الرئيس الذي تمّ الإجماع عليه من قبل أن يقبل ترشيح نفسه.
لا مجال للتقدير.. والتحليل السياسي لا يقود إلى يقين باقتراب الحل، كما أنه لا يوحي باستحالته.
لهذا علينا أن نكتفي بأن ننتظر ونراقب.. لعل وعسى..
إنها سنة بألف..
ونتمنى أن تكون الأخيرة في هذا السياق المدمر!
[[[
الصفحة الثانية: فلسطين
طال بنا الحديث عن لبنان، ربما أكثر مما يجب. وقد يكون بين المبررات ان الوضع الذي صار اليه لبنان، بتأثير الضغوط الخارجية، يكاد يكون نموذجا في اللحظة العربية الراهنة: دولة بلا رأس، منشقّة على ذاتها، مهددة بالحرب الأهلية، يدفع شعبها ثمن إصراره على مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وتبتزها الادارة الاميركية لتتخذ منها منصة هجوم ضد سوريا وايران (و حزب الله ) بذرائع اسرائيلية!
غير بعيد عن لبنان، وبالذرائع نفسها، يُفرض حصار عربي دولي قاتل على مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني في غزة: يجوعون، يفرض عليهم أن يعيشوا في الظلام، لا يجدون مياها للشرب، تقطع عنهم المشتقات النفطية، فتتوقف المستشفيات عن تقديم الخدمات البسيطة للمرضى، فكيف بجرحى الاعتداءات الاسرائيلية اليومية الذين يتوافدون اليها بالعشرات. وحدهم الشهداء لا يتعرضون لكل هذا العذاب.
في الجانب الآخر من القلب الفلسطيني، أي في الضفة، حيث تضفي الادارة الاميركية ومعها الغرب كله، والعرب كلهم، الشرعية المطلقة على سلطة محمود عباس، وعلى حكومة سلام فياض بالذات منها، تشارك شرطة السلطة المخابرات الاسرائيلية في مطاردة المجاهدين المنتمين لمختلف التنظيمات، بما في ذلك فتح ، والمصرّين على مواصلة النضال.
الموضوع الوحيد الذي يهتم له العالم بقيادة الادارة الاميركية هو تأمين السلامة لإسرائيل بانتزاع المزيد من التنازلات، عن الأرض والسيادة والحق التاريخي، من الفلسطينيين.
وهكذا فإن إلحاح الادارة الاميركية على عقد مؤتمر أنابوليس لم يكن أكثر من ضغط أميركي بالموقف العربي على السلطة الفلسطينية العاجزة لتعطي اسرائيل الحد الأقصى من مطالبها: الدولة اليهودية… مما يمهد لطرد من يسمون عرب فلسطين من أراضي 1948 فلا يبقى في تلك الأرض المقدسة إلا الطارئون أي أهلها العرب، مسلمين ومسيحيين، بذريعة انها أرض الميعاد وانها مكرسة لليهود.
وبالطبع فإن تعليق لبنان في قلب الفراغ، وتعطيل مؤسساته الدستورية، وإشغاله بنفسه، سيربك محيطه جميعاً: سوريا، أساسا، ثم فلسطين عبر سلطتها المتهالكة، وبؤس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها شعبها.
وهكذا فإن البؤس الذي يعيشه الشعب الفلسطيني المطارد بالقتل الاسرائيلي، على مدار الساعة، سيلقي ظلاله السوداء على لبنان، خصوصا أن الخطة الاميركية يمكنها أن تستخدم فلسطينيي لبنان كعنصر ضاغط في الاتجاهين، لا سيما أن ثمة تجارا أقوياء جاهزون لتلقف هذا الأمر وطرحه في قرار التوطين الذي يدر أرباحا هائلة في السياسة كما في الميلشيات كما في التجارة وأرباحها الحلال.
[ [ [
.. والصفحة الثالثة: العراق!
هل يمكن الفصل بين الاحتلال الأميركي للعراق في ربيع 2003 وبين هذه الأوضاع التي تتردى أكثر فأكثر في كل من لبنان وفلسطين؟
صحيح أن المأساة الفلسطينية مفتوحة على الفواجع من قبل، ولكن جو الانكسار القومي الشامل الذي أشاعه الاحتلال الأميركي للعراق، قد استولد جواً من اليأس في الدنيا العربية كلها.. واليأس قد يأخذ الى الموت استكانة، كما قد يأخذ الى القتل بالتطرف الأصولي اذا ما فقد المجاهد بوصلته.
ولقد فتح الاحتلال الأميركي أبواب العراق للجميع: لليائسين من أوطانهم ممن يطلبون الشهادة في القتال ضد الكفار، ولمن يأخذهم الغلط الى الاستقواء بالذكريات التاريخية المحزنة ضد الأخ الشقيق، فينشغلون بالفتنة عن مقاتلة الاحتلال، ولمن يشتدون في معارضتهم لأنظمة الحكم الدكتاتورية في بلدانهم فتلجأ هذه الأنظمة الى غوايتهم بأن تسهل لهم فتح أبواب الجنة عبر الجهاد وفي أرض الرافدين.
ثم ان الاحتلال نفسه ومن أجل توسيع دائرة الفتنة، وإشغال العراقيين بعضهم بالبعض الآخر، شجع على اتخاذ طريق الكونفدرالية ليخرج الأكراد منه بمشروع دولتهم ، وليقتتل العرب والعرب على حدود الدويلات السنية والشيعة بينما تضمحل دولة العراق المركزية، ويحتفظ الاحتلال لنفسه بالأمن والأمان في قواعده من حول منابع النفط وعلى امتداد طريقه الى الناقلات في الخليج.
ومن أجل مزيد من تمويه الاحتلال جاء الاميركيون بالشركات الأمنية التي يحتشد فيها القتلة من المرتزقة (بلغ مجموعهم في العراق أكثر من قوات الاحتلال ذاتها)… بحيث يخلي طرفه من المسؤولية، وينثر دماء القتلى الذين زادوا حتى اليوم عن المليون (فيهم الرجال والنساء والأطفال والأساتذة الجامعيون والعلماء والضباط وصغار الكسبة…)، على المجهولين ، إضافة إلى المعروفين من العرب والمسلمين الذين ينجبهم التعصب فيتوهون عن أهدافهم ويغرقون في دماء أهلهم.
إنها سنة بألف…
أولها قبل بدايتها، وختامها بعد انتهاء أوراق تقويمها..
إنها واحدة من سنوات الهزيمة العربية الشاملة.
وهي هزيمة لها في كل بلد عربي صورة تكمل المعنى في الصورة المجاورة: لقد صار الوطن العربي مزقاً لا يجمعها إلا… الاحتلال!
لكنها أبشع من أن تكون حقيقة.
ثم إنها أكثر هشاشة من أن تدوم فتكون تاريخاً.

Exit mobile version