طلال سلمان

سنان برّاج سنتذكرك مشرقاً

«عليك ان تحتفظ لمن تحب بأكثر صوره إشراقاً. عليك الا تتذكره الا عبر لطائفه وطرائفه والمسامرات التي بينه وبين خلانه. اما ان غطيت وجهه بخبر الموت فإنك ستفقده مرة أخرى، وستفقد بعض ما يجعل حياتك جميلة».
هكذا علمنا الشيخ اليشرطي، وبهذه الحكمة تقبلنا خبر رحيل سنان براج، ذلك النهر المتدفق حيوية ومرحاً واخلاصاً لما يؤمن به ويعمل له.
ولقد عرفنا سنان براج وهو يتدرج على طريق «النضال» مبدلاً من موقعه وفقاً لتنامي وعيه واتساع افقه وتعاظم تجربته. على انه لم يفقد حماسته واندفاعه أبداً.
هو ابن بار للعروبة، وحبه لبيروت كان ينبع من إيمانه بأنها بين حملة رايات العروبة وقضيتها المقدسة فلسطين. وعلى هذا فقد حمل السلاح مقاتلاً عن هذه المدينة الأبية التي «تحترق ولا ترفع الأعلام البيضاء» للاجتياح الإسرائيلي…
لم يتطلع إلى منصب، وحزن حين رأى بعض «الرفاق» يتحولون إلى «أزلام»، وحزن أكثر حين انتبه إلى ان «اليأس» قد جرف بعضا آخر من «الرفاق» إلى مواقع طائفية ومذهبية تسيء بل هي تكاد تلغي تاريخهم النضالي.
وحين دهمه المرض فأقعده كان يتحامل على أوجاعه لكي يوصل صوته بالتنبيه وبالتحذير من انحراف أو شطط أو انزلاق في مسيرة العمل السياسي الذي يتخذ من بيروت راية ثم يندفع بعيداً عن طبيعتها وعن دورها القومي الذي يتصل بروحها ويمنحها اشراقتها المميزة.
رحم الله سنان براج وعوضنا مناضلين بصلابته وظرفه وطيبة قلبه وبديهته التي كانت تأخذه غالباً إلى الصح.

Exit mobile version