طلال سلمان

سلام للشهداء الآتين

»الشهيد« الكبير الذي لا تضمه المقبرة الجماعية لشهداء »عناقيد الغضب« الاسرائيلي على لبنان المقاوم في نيسان 1996 هو ما كان يسمى »سلام الشرق الاوسط«.
في قانا الجنوب، قبل سنة تماما، تم اغتيال ذلك »السلام«، بغارات الطائرات الحربية المصنعة اميركيا مع صواريخها لحساب اسرائيل.
بتحديد ادق: قتلت »اسرائيل الاعتدال« المشروع الاميركي المقبول بالاضطرار العربي »لسلام ما« حتى لا يخسر »حزب العمل« بقيادة شيمون بيريز الانتخابات امام »اسرائيل التطرف« بقيادة بنيامين نيتناهو.
وها ان المنطقة برمتها، بعد سنة من المجازر الاضافية، تعيش خارج اي احتمال جديد للسلام الاميركي على الطريقة الاسرائيلية.
لقد تهاوى ذلك المشروع حتى في واشنطن ذاتها، التي انتقلت مثل تل ابيب وبضغط منها، من »اعتدال« كان يمكنها من لعب دور الوسيط النزيه الى »تطرف« يجعلها تبدو متلبسة في الشراكة مع بنيامين نتنياهو.
… اما العرب الراغبون في السلام، ولو كان منقوصا، فيفتقدون الآن »الشريك« الاميركي، بل ويفتقدون الأساس الموضوعي لعلاقة صحية ومنتجة مع »الاتحاد الاوروبي« الذي كان يبدو قبل عام شديد الرغبة في الشراكة معهم، والذي يبدو الان وكأنه اخذ يتراجع ولعله قد يتنصل من هذا المشروع تحت ضغط التطرف الاسرائيلي الذي يجد حمايته في البيت الابيض.
وقبل عام، كان العرب، ممثلين بسوريا ولبنان، قد »قاتلوا« من اجل دخول الاتحاد الاوروبي طرفا او شريكا ولو صغيرا في مشروع السلام الاميركي، وأمكن فعلا دخول فرنسا في لجنة »تفاهم نيسان« لوقف إطلاق النار، برغم غضب الاسرائيلي وامتعاض الاميركي.
اما اليوم فإنه يبدو وكأن كل الطرق قد اقفلت امام ذلك السلام المكسور، ولم يعد من سبيل لفتحه واعادة إطلاق العملية مجددا إلا بمزيد من الدم ومن القبور الجماعية لمزيد من الشهداء العرب في فلسطين خاصة وفي لبنان وفي الأردن وربما في مصر واقطار اخرى.
ولقد تأكدت، من جديد، تلك القاعدة التي لا تحتاج الى تأكيد: لا يصنع الضعف سلاما، بل هو اقصر طريق الى الهزيمة والاستسلام.
اما السلام فيحتاج الى قوة هي بالضبط تلك التي يحتاجها النصر
سلاما على السلام،
سلاما لشهداء قانا الجنوب،
سلاما لشهداء فلسطن
سلاما للشهداء الآتي
وكل عام وانتم بخير.
طلال سلمان

Exit mobile version