طلال سلمان

زيارة سريعة للحنين المقيم في صدور جالية مغتربة في ديترويت لبنانيون في اميركا اميركيون من اجل لبنان(صور)

أمضى رئيس تحرير »السفير« أياماً مع الجالية اللبنانية في ديترويت ميشيغن بالولايات المتحدة الاميركية، للمشاركة في احتفالها بعيد استقلال لبنان. هنا انطباعات عن الجالية ومحاولاتها لإثبات وجودها داخل مجتمعها الأميركي، من دون أن تقطع جذورها بوطنها الأم.
* * *
كما في بيروت كذلك في ديربورن: لا بد من الحرص على تقاليد الوحدة الوطنية، وهكذا تبدأ بالقنصلية ثم بالأبرشيات ثم بالمراكز الاسلامية لتنتهي مع الأندية والجمعيات وسائر هيئات »المجتمع المدني«.
القنصلية شقة متواضعة في بناية عادية، لكن القنصل حسن مسلماني استطاع، بكفاءته وليس بالإمكانات المادية الهزيلة التي تصله من وزارته في بيروت، أن يجعلها »حاضنة« للبنانيين جميعاً ومرجعية لهم في شؤونهم العامة والخاصة.
من القنصلية وبصحبة القنصل الى كنيسة القديس شربل المارونية التي تقوم على مساحة فسيحة، وتضم الى الكنيسة بيت راعي الابرشية ونادياً للمناسبات الاجتماعية (حفلات الزواج، الأعياد، الاحتفالات الدينية الخ…).
الأب باز حديث العهد برعيته، وهو شديد الحماسة للتجديد ولاستعادة الروابط مع المؤمنين الذين انتقلوا الى المركز الجديد للمدينة (إذ يبدو ان معظم البيض قد أخلوا ديترويت القديمة للمواطنين السود، وهم الاكثرية الساحقة الآن في »المدينة القديمة«)…
كما في بيروت كذلك في ديترويت: القديم لا يخلي مكانه للجديد إلا… مضطرا!
والجديد »شبه انقلابي«، لكن ظروف الغربة تفرض الرصانة والتروي حتى لا يلحق الأذى بسمعة الجميع.
من الموارنة الى الكاثوليك، وكنيسة سيدة النجاة، وراعي الابرشية الأب ادمون غزال قديم هنا وله رصيد ممتاز من الصداقات والعلاقة الحميمة مع الجالية بكل تنويعاتها الطائفية.
والكنيسة مؤسسة عريقة، وغنية كما يدل موقعها ومبانيها الانيقة بتجهيزاتها الحديثة.
الدين، كما كل شيء في أميركا، استثمار أيضا.
للوقت ثمن، للأرض ثمن، للخدمة ثمن، ولا بد من استخدام فنون الدعاية والترويج ووسائل جذب الناس، فالدولار قد يتقدم على الطقوس والواجبات الدينية، والحساب مع الله مرجأ، لكن المعدة الفارغة لا تملك ان تنتظر طويلا.
ما يصح على المسيحيين يصح على المسلمين، فالكل هنا »أميركيون«، ومعاييرهم مستمدة بطبيعة الحال من المجتمع الاستهلاكي الذي لا يسمح بترف تبديد الوقت أو تبديد المال على ما لا طائل منه.
الانقسام »داخلي«، أي داخل الطائفة ذاتها، أولاً، ولا مشكلة مع الطوائف الاخرى لأن الجغرافيا قد عززت البعد النفسي، خصوصا ان المصادفة »التاريخية« لعبت دورها إذ استقر، منذ عقود، معظم المسيحيين في »شرق« ديترويت، بينما تجمع معظم المسلمين (وأكثريتهم الساحقة شيعية جنوبية) في »غرب« المدينة، فكانت هناك أيضاً »شرقية« و»غربية« ولو من دون خطوط تماس.
اكتشاف »المؤسسة«..
في المركز الاسلامي الذي أسّسه العلامة الراحل الشيخ محمد جواد شري، وفي الذكرى الرابعة لرحيله التي اتسمت بطابع »الوفاء« لهذا المجاهد الكبير والمستنير، كان يمكن تلمس نجاحه المبكر في اكتشاف الأسلوب العملي لإثبات الوجود في تلك البلاد الهائلة الاتساع والغنى والقدرات والتنوع بكل أشكاله.
»المؤسسة« هي كلمة السر، وفهم المجتمع والدخول إليه بقوانينه، وليس التسكع على بابه في انتظار الحسنات او الصدقات او التعاطف المجاني.
ونجاح العلامة الراحل واضح في مؤسسته التي كانت الرائدة في هذا المجال، وهكذا صار المسجد الجامع »جزءا« من مؤسسة اجتماعية ثقافية، وسياسية استطرادا، تبلور الوجود اللبناني العربي الاسلامي وتوفر له »مرجعية« مؤهلة، خصوصا انها تعمل من ضمن القانون الطبيعي للمجتمع الأميركي وليس من خارجه، فتستخدم »حقوق المواطن« من أجل نصرة القضايا المحقة والعادلة في الوطن الأم، بدلاً من التلطي وراء غربتها والتصرف بما يستعدي عليها »مجتمعها« الجديد الذي لا يعترف بالعواطف، والذي لا يفهم إلا لغة المصالح، بشرط ان تظل متلفعة دائماً، وعلى المستوى الداخلي، بالقانون.
وعلى خطى العلامة شري، سار كثيرون بعده، فقامت مؤسسات مهمة في ديربورن، قد يكون أكثرها تنظيما وحداثة »المجمع الاسلامي الثقافي« حيث أثبت مرشده الشيخ عبد اللطيف بري كفاءة مميزة، خصوصا وقد استقطب العديد من وجوه الجالية وفاعلياتها.
ومع ان ذاكرة المغتربين تحفظ فصولا من الصراع التقليدي بين الشيخين شري وبري، إلا ان حقائق الحياة ومرارة الغربة وتزايد الوعي بأهمية الوحدة وخطورة دور »المؤسسة«، قد جعلت ذلك الصراع شيئاً من الماضي..
فمجال العمل فسيح جدا في جالية تعرفت حديثا الى أهمية وحدتها، وإلى أنها لن تستطيع ان تحمي مصالحها او تنفع أهلها إلا عبر المؤسسات وعبر التسلح بقوانين مجتمعها الاميركية.
»المركز العربي«، »الغرفة التجارية«، »النادي اللبناني الاميركي«، »نادي بنت جبيل«..
هذه بعض عناوين المؤسسات التي أقامها الشعور بضرورة التضامن، والتي يتلاقى فيها أبناء الجالية على قاعدة مصالحهم قبل عواطفهم، وإن كانت »التقاليد اللبنانية العريقة« قد وجدت من يحملها الى المغتربات ومن يحاول استثمارها هناك أيضا.
صحافة تنتظر جمهورها..
أما المؤسسات الصحافية الناشئة، والتي يقوم على إصدارها بعض الزملاء الذين اغتربوا مع خبرتهم المهنية، فحاولوا وهم ما زالوا يجتهدون في سعيهم لتحويل المطبوعات ضعيفة الإمكانات التي أصدروها مغامرين الى مجلات وصحف منتظمة الصدور وذات دور مفيد للجالية بحيث تقبل عليها وترعاها وتدعمها.
على ان هذا الطموح يواجه مشكلات عملية عديدة، ليس أقلها ان معظم المطبوعات لم تتحول بعد الى مؤسسات، وأن القادرين مالياً لم يقتنعوا بعد بالجدوى الاقتصادية (عدا عن السياسية) لمثل هذه المطبوعات، فابتعدوا عن هذا الميدان الصعب، فإن قاربوه فمن باب »التقية« و»دفع الضرر« بإعلان مرة، او اشتراك، او مساعدة لا تسمن ولا تشبع من جوع.
وكما في بيروت كذلك في ديربورن: تشتد المنافسة بين زملاء المغترب وتتخذ أحيانا طابع المكايدة والتناحر والتنابذ بالألقاب، وسط بيئة محصورة تجد في الشائعات والخبريات وتناقل »الفضائح« ما يسلي في أوقات الفراغ!
على أنه لا بد من التنويه بشجاعة المغامرين في هذا المجال الصعب هنا، في بيروت، وسائر الارض العربية ووسط ملايين القراء (نظريا) فكيف هناك، حيث نسي قدامى المغتربين القراءة بالعربية بينما يحاول حديثو الاغتراب ان ينسوها او يخففوا من استخدامها طلباً للاندماج بمجتمعهم الجديد عبر إتقان الانكليزية، وسعياً للتخفف من ذكريات مرة كانت بين أسباب هجرتهم.
بنت جبيل تبنين وبالعكس..
أقيم »الاحتفال المركزي« بعيد الاستقلال في »النادي اللبناني الأميركي« الذي أسسه »الشاطر علي« الشهير بعلي جواد، ويرأسه الآن »الرجل الهادئ« علي بري، وهو المتحدر من واحدة من أعرق العائلات اللبنانية وجوداً في ديترويت، إذ وصلها المغامر الأول الآتي من تبنين قبل نهاية القرن الماضي، وما تزال عمادتها فيها حتى اليوم، فعميدها الآن هو »مايك بري« الذي أعطي اسمه لمطار المدينة تكريما لجهده عندما كان المسؤول عن الاشغال العامة في »حكومة« المقاطعة.
و»الشاطر علي« يكاد يشكل اختراقا لنفوذ »الحزبين« الأعظم داخل الجالية: أهالي بنت جبيل وأهالي تبنين.. كما هو يشكل اختراقا ثانيا »بأسعديته« الثابتة والدائمة والمنتعشة الآن ولو معنويا، في انتظار قيادة »وائلية« جديدة تعيدها قوة سياسية.
ولست أملك الكثير لأضيفه هنا غير أحزاني.
فليس مما يفرح أن تجد بلدة كاملة قد اقتُلعت من جسد وطنها ومن روحه وانشلحت في أرض الغربة، تحت ضغط الاحتلال الاسرائيلي.
وإذا كان مما يطمئن ان أبناء بنت جبيل قد نقلوا بلدتهم بكل ما كان فيها، ما عدا الشعر والهوى والشباب والقمر وعطر فلسطين وشميم النضال الأبي من أجل العدالة والحق والكرامة، فإنهم هناك يحاولون حماية لغتهم ويعززون وجدانهم بالمتابعة اليومية والتفصيلية، وقد نقشوا أسماء الأمكنة والأزمنة وشخصياتهم المحببة الى قلوبهم على جليد مجتمع الغربة فجعلوه حميماً وعاملياً أصيلا.
أما أبناء تبنين فقد »توأموا« بين بلدة المنشأ وبلدة المعاش، حفظوا قديهم، بقدر المستطاع، وأضافوا إليه الجديد الذي لا بد منه، ثم انصرفوا الى المنافسة مع الذات ليؤكدوا وجودهم حيث فرض عليهم ان يكونوا.
»الأقليات« من أبناء النواحي الأخرى في جبل عامل، او من سائر مناطق لبنان، يتخذون من هؤلاء السابقين (أبناء بنت جبيل وتبنين) قدوة، وكثيرا ما اتكأوا على خبراتهم او على مساعدتهم المباشرة ليشقوا طريقهم ضمن جليد الغربة وفي مجتمع يبيع أهله حياتهم بالدقائق ليصنعوا الغد الأفضل لأبنائهم.
عن لحود والحريات والمقاومة..
نعود الى النادي اللبناني الأميركي، الذي زرناه مرتين: في الأولى للحديث عن »الرئيس الثاني للجمهورية الثانية، إميل لحود«، في ندوة نظمتها مجلة »العربي الاميركي« التي يرأس تحريرها أحد خريجي »السفير« الزميل محمد العزير بينما يتولى »تنظيمه« وتنظيم الإصدار الرجل الذي يعرف كل شيء، نهاد الحاج… أما في الثانية فلكي نشارك في الاحتفال بعيد الاستقلال، ولنتلقى »شهادة مواطن فخرية« ومفتاح المدينة المذهب من مساعد رئيس بلدية ديربورن العربي الاميركي يوسف (جو) بيضون، إضافة الى »درع الوفاء والتقدير« من رئيس النادي علي بري.
كان الجميع يتشوقون الى معرفة تفاصيل التفاصيل عما جرى ويجري في بيروت، مستبشرين بالعهد الجديد ورجله الآتي من العسكر الى حماية الديموقراطية والحكم باسمها.
ولأن الاكثرية جنوبية، وما زال خيط الدم النازف يومياً في الأرض المحتلة يربطها بأهلها الصامدين في جبل عامل، فإن إميل لحود يحظى باحترام وود عميقين: فهم يحفظون له دوره التاريخي في نقل الجيش من »خصم« او »قوة قمع داخلي« الى موقعه الطبيعي كحافظ للأرض، وحامٍ لأهلها، ومساند فعال للمقاومة الباسلة التي تشهر دمها في وجه المحتل الاسرائيلي طلباً لتحريرها.
معظم الأسئلة والتساؤلات كانت تعبّر عن مصادر القلق طلباً للاطمئنان على الحريات والديموقراطية، على الأحزاب ومستقبلها، وعلى المقاومة التي لها على البعد صورة أكثر إشراقا، والتي يحمل المغتربون قضيتها وجهادها في قلوبهم، والتي لا يعدمون وسيلة لمساعدتها، كما لا يعدم مجاهدوها ومناصروها وسيلة لتنظيم الاتصال وتقنين المساعدة وتثمير الرصيد المعنوي العظيم الذي تملكه بأنماط من العلاقات لا تتجافى مع الأنظمة والقوانين الاميركية، خصوصا ان الجميع يعرف شراسة النفوذ الاسرائيلي أو الصهيوني، وقدرته الهائلة على خداع المواطنين الاميركيين السذج بتصوير المقاوم لتحرير أرضه على أنه إرهابي وعنصري ومعادٍ للسامية (طامساً حقيقة ان العرب هم الاكثرية الساحقة من الساميين..)،
من الاعتزاز إلى التأثير..
على ان الاسئلة كانت تعكس، إضافة الى الاهتمام، حرارة الارتباط بالوطن الأم، وازدواجية الاعتزاز: بالأصل اللبناني العربي، وبالمواطنية الاميركية.
أخيراً وعى اللبنانيون حقيقة ظلوا ضائعين عن الإمساك بها لفترة طويلة: يستطيعون كمواطنين أميركيين كاملي الأهلية ان ينفعوا بلادهم الاصلية وقضاياها المحقة، أكثر مما لو ظلوا مترددين بين الخوف من الاندماج بواقعهم الأميركي وبين حنين الارتباط بما لم يعودوا مرتبطين به تفصيلياً من شؤون بلادهم الاصلية وشجونها.
لقد تجاوزوا حاجز الخوف من اتهام الذات بالخيانة إذا ما صاروا أميركيين،
كما تخطوا حاجز التهيب من انكشاف »لبنانيتهم« إذا عملوا من أجل لبنان من داخل قوانين المجتمع الاميركي.
الغربة معلم عظيم.. وتجارب الجاليات »القومية« الاخرى أمدتهم بدروس ممتازة، وفتحت عيونهم على وسائل النجاح والمواءمة بين الضرورات العملية لواقعهم الراهن ومشاعرهم القومية.
ولعل تجربة الجالية مع وسائل الإعلام المحلية (في ديترويت) خلال العدوان الاسرائيلي في العام 1996 الذي بلغ ذروته الوحشية بمجزرة قانا، قد أكدت ثقتهم بنفسهم وبقدرتهم على الإفادة من حقوقهم كمواطنين هناك لدعم أهاليهم هنا وإيصال الحقيقة الى الأميركيين عموماً، ولا سيما في محيط وجودهم.
وعبر الزيارة التي قمنا بها لمكاتب صحيفة »فري برس ديترويت«، وعبر النقاش مع هيئة تحريرها، تبيّن جلياً كم تستطيع الجالية ان تفعل إذا ما تضامنت وأحسنت »تسويق« قضيتها العادلة، مستخدمة دائماً »حقوق المواطنين«.
مع رئيس التحرير روبرت ماكرودر، ومسؤول صفحة الرأي ران دزوانكوسكي، والمراسلة بث كرودل، (وفي غياب الناشر هيث ميري ويذر، ثم في حضوره) كان الاحترام للجالية واضحاً، بعدما أكدت هذه الجالية وحدتها أولاً، وفهمها لواقعها الاميركي ثانياً، واستخدامها السلمي لعناصر قوتها ثالثاً، إذ بعدما رفضت هذه الصحيفة نشر الحقائق والصور عن مذبحة قانا وظلت منحازة لوجهة النظر الاسرائيلية، لجأت الجالية الى سلاح المقاطعة الفعالة، فامتنعت عن توزيع الصحيفة وعن قراءتها…
وفي ضوء تضامن الجالية وصمودها، وفاعلية سلاح المقاطعة، تراجعت الصحيفة عن موقفها المنحاز وعادت فنشرت الوقائع والصور الصحيحة لما جرى، ووطدت علاقاتها واهتمامها بالجالية بوصفها »قوة بيع وإعلان«، ومن ثم صاحبة قضية.
الوعي بقوة »المجموع«..
المغتربون، في ديترويت، بخير.
إنهم الآن »أميركيون«، لكنهم أكثر فائدة لوطنهم ولأمتهم من يوم ان كانوا »كماً« ضائعاً وممزقاً في مشاعره وفي وعيه لمصالحه، بين حنين لا يجدي وبين الخضوع لموجبات غربة لا ترحم.
لقد اكتسبوا شيئاً من عادات المجتمع الصناعي، كالاعتراف بالساعة، والتعرف الى ان الوقت رأسمال، واحترام المواعيد، واستثمار الزمن.
كذلك فلقد وعوا قيمتهم كمجموع، وتنازل »الأفراد« عن بعض أنانيتهم لحساب الجالية بكل من فيها، وبادروا الى إنشاء المؤسسات والتعاون في ما بينهم، وتخففوا من اضطرارهم الى الاستعانة بالآخر على مواطنهم وفق القاعدة الشهيرة »دبر راسك، وليكن من بعدك الطوفان« أو »يا روحي ما بعدك روح«.
لم يتحولوا بالطبع الى ملائكة.
إنهم ما زالوا يحملون الكثير من جراثيم مجتمع »الآحاد« اللبنانيين الذين ليس لهم حاصل جمع.
وبعضهم ما زال ينوي الثأر لأسلافه، من أحفاد »الخصوم«، او تأخذه الرغبة في »المكايدة« و»النكاية« بمنافسيه من أبناء قومه.
لكن المناخ العام أكثر صحة وسلامة مما كان من قبل.
وبالتأكيد فإن دور الوطن الأم ممثلاً بحكومته، وتحديداً بقنصلها العام هناك، أساسي في توطيد الوحدة، او في تأجيج المنافسات والنكاية والأحقاد، سواء أكانت نابعة من الغرض الشخصي أم من الغرائز الطائفية والانقسامات المذهبية.
وأبسط واجبات الأمانة ان نعترف للقنصل العام حسن مسلماني بأنه قد لعب ويلعب دوره الوطني بكفاءة شخصية عالية، مما وفر له رصيداً ممتازاً من الاحترام والود فجعله »مرجعية« للجالية كافة.
المغتربون بخير وقلبهم وبعض عقلهم في الوطن.
ولقد غادرنا ديترويت وكل الأحاديث تنضح بالقلق على العراق والتخوف من حرب أميركية جديدة ضده.
وها هي الحرب قد وقعت فأثقلت على المقيم والمغترب بمزيد من أوجاع الروح والاحساس بالمهانة.
المغتربون بخير… في انتظار ان يتعافى الوطن، فهمومهم الآن لبنانية وعربية عموماً.
وهم في هذا يقاسموننا »الضرّاء«، أما »السرّاء« فلا نستطيع ان نمدهم بها، لأننا نفتقدها منذ أجيال، وننتظر ان نستعيدها ذات غد.
ونتمنى ألا يطول انتظارنا هنا وانتظارهم هناك.

Exit mobile version