اقتحم “رمضان الكريم” الدنيا، في موعده الطبيعي، غير عابئ بوباء “كورونا” الذي حجز الناس في بيوتهم، بعدما أدخل العديد منهم إلى المستشفيات او إلى… المقابر الجامعية.
ولأن لرمضان كرامته وحرمته عند المؤمنين فقد اندفعوا إلى ممارسة تقاليدهم التكريمية للشهر المبارك، وأبرزها إعداد المآدب الدسمة لتعويض جوع النهارات الطويلة، والتفنن في إعداد اصناف الحلويات، وانطلاق الفتية مع المغرب لإنشاد “اهلاً رمضان”.
ولا شك أن الفتية في مصر، بالذات، ينفردون بنشر جو من البهجة ويهزجون عند الافطار او بعده بقليل “وحوي يا وحوي، اياحا، اهلاً رمضان”.
ثم أن سهرات رمضان التي تمتد من الافطار إلى ما بعد السحور تخفف من وطأة الصيام بما تحفل به من حكايات واخبار وطرائف واناشيد ولطائف منسية حول الصوم والصائمين والاخطاء في حسابات مواعيد الافطار او السحور وما بينهما.
على أن السهرات الرمضانية في القاهرة هي الابهى والاعظم جاذبية.. فالوقت الممتد بين الافطار والسحور هو المدى المفتوح للندامى وجلسات الذكر قبل التوجه إلى المسجد القريب لأداء صلاة الفجر.
وكانت سهرة الحرافيش مع الاديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، “حدثا” لا ينسى، ففيها تتراوح الأحاديث بين التعليق الطريف على الاحداث السياسية، ثم تتناول أحدث الكتب والروايات التي صدرت ولم يقرأها “الأستاذ” الذي يحرص على معرفة موضوعاتها ونبذات عن مؤلفيها.
لرمضان في القاهرة نكهة مختلفة عن موجبات الصيام والصلاة وحكايات الاقدمين… ولا شك أن كثيراً من التقاليد الموروثة عن سائر مراحل التاريخ تختلط فيها وان كانت روح النكتة التي اشتهر بها المصريون تجعلها آنية وكأنها أُنتجت أمس لتضحك غداً.
وكل عام وأنتم بخير.