طلال سلمان

رحيل مواطن قيد الدرس نايـف خيـر الديـن

ليس الموت جملة معترضة، كما كنت تقول أيها الصديق الصدوق، بل هو اعتراض يقطع طريق الحياة وينهي أزمان أهلها.
ولقد كنت عظيم الإيمان بقدرة الإنسان على إعادة صياغة الحياة بالأفكار التي تحترم إنسانيته وبالنضال المفتوح لتحقيقها… وظللت تخرج رايتك وتمشي بها في كل تظاهرة، ترفع الصوت بالطموح إلى التغيير. ثم صرت تأتي الى التظاهرة ومعك زوجتك المناضلة بالبديهة، ومن بعد مع بناتك اللواتي علمتهن أن الانسان واحد في كل أرض، فارتحل بعضهن واضطررت إلى أن تسافر إليهن في أنحاء مختلفة من أرضنا، وعدت لتؤكد أن النضال الإنساني يبقى واحداً وإن اختلفت لغة التعبير عنه.
نايف خير الدين. اسم بسيط لمواطن كان يريد أن يصير لبنان وطناً. قرأ كثيراً، واهتم فشارك في كل جهد من أجل التغيير. اشترى الكتب، واشترك في أكثر من صحيفة، وتابع الأخبار والتعليقات على شاشات الفضائيات… وكان كلما ازداد ثقافة طغت على لغة نايف رنة اليأس من الحاضر، من دون أن يفقد الأمل في المستقبل:
«… حتى القطار أوقفوه. نهبوا محطاته. سرقوا خطوط سكّته الحديدية، ولو استطاعوا لحملوا الحافلات كاملة إلى مخازنهم. على أنهم باعوها كحديد في أرضها.. تماما كما باعوا الوطن بأهله. لكننا لن نيأس سنظل نقاوم. أبناؤنا أقوى منا. لقد جعلتهم الحرب أقوى وأقسى ولسوف يتابعون حتى يقيموا فوق هذه الأرض وطناً، ويعترف بهم كمواطنين».
إلى اللقاء «أيها الرفيق» الذي لم يجد حزبه، والذي عرفه من ناضل لأجلهم / يوم رحيله: نايف خير الدين.

Exit mobile version