طلال سلمان

رحيل »ظريف العرب« ..

للوهلة الأولى تبدّى الخبر المفجع وكأنه »نكتة سمجة« أطلقها بعض »الحساد« أو »المنافسين« أو »المناكفين«، فعبد الرحمن الخوجه كان يبدو بحبه للحياة وإقباله عليها وحبه للناس وتطوّعه لخدمتهم وإدخال البهجة إلى قلوبهم، وكأنه يستعصي على الموت.
أهكذا يرحل، بلا وداع، كنت تلقاه بابتسامته البيضاء كقلبه، في كل مكان، أنيس الحضور، أنيق الطلة، كلاسيكي الهندام بالمنديل المزهر الجيب الأعلى للسترة، وربطة العنق الممهورة بطابعه؟!
ومن يُشغل فراغ الأمكنة في الفنادق الفخمة التي كان يشكل بعضاً من أسمائها، سواء في بيروت أو القاهرة أو لندن أو باريس أو تلك المصايف الغالية في جنوب فرنسا، فضلاً عن المصايف الملكية في ماربيا بجنوب إسبانيا؟
من سيعوّض غياب هذا الذي كان يأنس إليه الأمراء والكبراء فيأتمنونه على أسرهم وأسرارهم، ويفيد من هذه العلاقة الحميمة لخدمة أعزاء القوم ممن أذلّتهم أقدارهم، أو لإسماع المسؤولين ولو عبر النكتة آراء »رعاياهم« فيهم؟!
ابن طرابلس الذي جاب الدنيا وأخذ منها كثيراً لنفسه ولغيره رحل بهدوء… ولعله قد استمهل ملاك الموت حين جاءه ليروي للصحبة آخر النوادر واللطائف عن الذين لم يعرفوا الابتسام إلا مع عبد الرحمن الخوجه.
رحم الله »ظريف العرب«.

Exit mobile version