طلال سلمان

رحيل رجل طيب: مجـد حافـظ الأسـد

بسيطاً كان «مجد»، كأي مواطن خلي البال من هموم السلطة والمال والنفوذ.
وعفوياً كان ذلك الشاب الطيب الذي يمكن ان تصادفه في مقهى أو في مطعم، بلا حراسات ولا احتياطات أمنية، يتقدم ممن يعرفه فيلقي التحية، وقد يقبل الدعوة إلى فنجان قهوة أو يصر على ان يكون هو الداعي، غير عابئ بنظرات من يعرفه تتابعه باهتمام، أو بإقبال البعض عليه لتحيته مجاملين، متوددين، فهو في شغل شاغل عنهم.
لم تكن السياسة تعني له الكثير، وان كان يستهويه ان يسمع من بعض أصدقائه، وهم قلة، ما عرفوه أو سمعوه عن والده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
كان يهرب ممن يهرع إليه مرحباً بطريقة مبالغ فيها، فهو لم يكن يطيق النفاق، ولم يكن يقبل من أحد ان يعامله بوصفه «ابن السيد الرئيس»… فهو يحب في من يتحدث عنه العالم بإعجاب صورة الأب، ويسعده ان يسمع عنه ما يؤكد فيه فرادته.
كان يشكو لبعض المقربين من أصدقائه اعتلال صحته، بغير ان ييأس من احتمال التغلب على المرض.
بالأمس رحل «مجد حافظ الأسد» بهدوء، كما عاش، بعدما قاوم حتى الرمق الأخير اعتلال الجسد، تاركاً للناس ان يتعاملوا مع الرحيل بما يناسب «نجل السيد الرئيس» و«شقيق السيد الرئيس»، وهما لم يكونا بالنسبة إليه إلا الأب الحاني والشقيق الرؤوف، بلا ألقاب ولا صفات إلا ما ينبع من الحب ويعود إليه. رحمه الله.

Exit mobile version