طلال سلمان

رحيل العلامة الفارقة: مهدي موسى الحاج دياب

ِِأحياناً يصير رجل معين في هذه البلدة او تلك، او في هذا الحي او ذاك من أحياء المدينة «علامة فارقة»، لأنه يلخص شيئاً من روحها، او يمنحها نكهة معينة، ويصبح «مرجعا» يتم الاستشهاد به للتندر او لحسم الرأي في أمر او في رجل او حتى في عائلة.
مهدي موسى الحاج دياب كان «علامة فارقة»، ومرجعا يعتمد توصيفه للآخرين، ويذهب كلامه أحياناً مذهب الأمثال، خصوصا وانه كان ظريفاً، يلخص رأيه عبر نكتة او طرفة او تشبيه لا يخطر ببال غيره.
كان شرطيا يوم ان كانت الشرطة سلطة… ولأنه في بيروت فقد أصبح منزله مضافة، وأصبحت بزته الرسمية مرجعاً عالي المقام، لأبناء منطقته عموما.
ولأنه يكره الحرب، فما ان احيل الى التقاعد حتى التحق ببعض أهله الذين سبقوا في الهجرة الى الولايات المتحدة… وهناك حاول أن يكون «مرجعا» لأبناء بلدته شمسطار في مشاكله الأميركية، برغم انه لا يعرف من اللغة الانكليزية إلا تحية الصباح.
مهدي موسى الحاج دياب مضى في رحلته الأخيرة، بعدما عانى من اعتلال صحته… كان بحاجة الى نسمات منعشة من شمسطار التي نازعتها إليها في الخلد نفسه. لكن الأبناء كانوا قد استقروا هناك، فعاش شمسطاريا غير مغترب في دنيا الغربة… حتى ذهبت به حسرة البعد عن رفاق العمر الذين سبقوه الى جوار ربهم.
الحزن يربط اليوم بين المقيمين والمغتربين. لقد فقد الكل، هنا وهناك، الإنسان الطيب الذي استعصى على الامركة بعدما فقد جنته البعلبكية الفقيرة.
رحم الله «أبا رفيق» والعزاء لكل من عرفه فأحبه…

Exit mobile version