طلال سلمان

رحيل الضمر المستتر علي قبيسي

.. وكنا نحسب ان مثل هذا الإنسان الطيب، الأمين، العامل بصمت، الدقيق في أداء واجبه، الذي بات أشبه »بالضمير« في نقابة الصحافة، لا يمكن ان يقربه الموت، إذ افترضنا انه محصن بالود،
ومع ذلك فقد دهمنا الموت واختطف علي قبيسي.
كنا نلمحه كالطيف، ونحن ندخل إلى اجتماعات مجلس النقابة، أو إلى مكتب النقيب، تلمع ابتسامته التي تضيء وجهه الأسمر من خلف غبش الزجاج، وهو يعمل، ويعمل ويعمل…
أشهد أن أحداً منا لم يره مرة متبطلاً، يشرب القهوة و»يسولف« مع ضيوف النقابة أو مع زملائه فيها. دائماً لديه عمل ما. يطبع، يضيف إلى أرشيف النقابة، أو يتابع إنجاز تكليف ما.
وأشهد أن علي قبيسي الذي بدأ في أرشيف دار الكفاح العربي، التي كان أسسها النقيب الراحل رياض طه، وصدرت عنها في البداية مجلة »الأحد« ثم »الكفاح العربي« فضلاً عن »وكالة أنباء الشرق«، قد طور نفسه باستمرار، وحين انتخب رياض طه نقيباً جاء به إلى النقابة كأمين للسر، فحفظ السر وصان الأمانة… أمانة النقيب والنقابة والنقابيين جميعاً.
لكنه القدر، يخطف منا من أحببنا بلا إنذار مسبق، ومن دون ان يأخذ في الاعتبار عواطفنا ولا كفاءات من يختطف أو حاجتنا إليه.
رحم الله علي قبيسي: الضمير المستتر لنقابة الصحافة في لبنان.

Exit mobile version