طلال سلمان

رحيـل <المقاتـل> سـهيل شـمّاس

غادرنا سهيل شماس من قبل أن يعلن خبر وفاته، بفترة طويلة.
فمنذ سنوات، انطوى هذا السفير فوق العادة في منزله في كوسبا ـ الكورة، مانعاً نفسه عن أي نشاط اجتماعي، فضلاً عن <السياسي>.
كان <السكري> يثقل عليه، لكن <التطورات السياسية> كانت تمتص رغبته في الحياة… ربما لهذا تمكّن منه <مرض الشيخوخة> المبكرة… وعجز أصدقاؤه ورفاق مسيرته عن إخراجه من عزلته، برغم استعانتهم بمشاعر الود العميق والاحترام والتقدير والذكريات المشتركة عن المعركة الصعبة التي خاضوها ـ بقيادته ـ مع العدو الإسرائيلي، في المفاوضات التي أطلقت بعد مؤتمر مدريد 1991.
سيبقى في الذاكرة اسم سهيل شماس ليس فقط كدبلوماسي كفؤ، بل كأحد المقاتلين المميزين في معركة التحرير التي يحتفل لبنان غداً بالذكرى الثامنة لاستكماله.
وبشهادة رفاقه السفراء جهاد مرتضى وجعفر معاوي وسمير مبارك وغيرهم فقد كانت تلك المفاوضات الفرصة التي اكتشفوا فيها في سهيل شماس ما لم يكونوا يعرفونه من ثقافة واطلاع، أما الصلابة فحدّث عنها ولا حرج.
لقد عاش سهيل شماس حياته كما أرادها… ولقد وزع قلبه بين أحباب كثيرين (وكثيرات)، ولكنه قرر ألا يتزوج، وكان يعتبر أن عائلته في بيوت أشقائه وأصدقائه.
أديت قسطك للعلا، أيها الصديق العزيز، فارقد بسلام طالما طلبته في نفسك وفي علاقاتك مع مجتمعك. رحمك الله.

Exit mobile version