طلال سلمان

رحيـل الجـارة العارفـة إحسـان دمشقيـة بيطـار

ودّعت بيروت، أمس، واحدة من سيداتها الفاضلات، وخسرنا «جارة» عزيزة، كنا نستأنس بجيرتها، وتسعدنا لقاءاتها الغنية بالمعرفة والتحليل وخبرات الحياة.
رحلت عن دنيانا السيدة إحسان دمشقية بيطار، أرملة المرحوم السفير زيدان بيطار ووالدة الدكتور محمد والمهندسة ايمان زوجة جينو دامي وريمان زوجة منير جبر، وشقيقة السيدة بشرى زوجة أحمد الخليل.
رحلت السيدة المثقفة، العارفة بأحوال الدنيا، المطلعة على تحولات السياسة، والتي كنا نلتقي عندها مع السفير الواسع الثقافة نديم دمشقية، فتتحول الجلسة إلى جولة أفق واسعة في أحوال الدنيا، وموقع العرب فيها وتأثير أزماتهم على صورتهم الدولية.
وخلال الحرب الإسرائيلية، اتصلت بزوجتي أكثر من مرة لكي تقول: لعلكم في خطر، لأنكم في الطابق الأخير من العمارة… تفضلوا عندنا، فهنا أكثر أمناً، وبيتنا واسع، وأنا وحدي، فهكذا نطمئن عليكم ونأنس بكم.
وكان يسعدني أن أزورها مع زوجتي بين حين وآخر، لنأنس إلى حديثها الشيق وتحليلاتها الدقيقة… ثم لما اشتد عليها المرض كنت أطمئن عليها من نجلها الدكتور محمد بيطار.
أمس، اتشحت البناية التي نسكن فيها بالسواد.
لقد خسرنا، جميعاً، جارة طيبة، أصيلة في عروبتها، متمكنة في ثقافتها العامة… وللأسف إنها رحلت يكللها حزنها على لبنان وسائر البلاد العربية.
خالص العزاء لأسرة السيدة إحسان دمشقية بيطار ولابن شقيقتها الصديق يوسف الخليل.

طـلال سلمـان

Exit mobile version