طلال سلمان

ربيع فواز: حارس الوجدان الشعبي

كما كانت حياة ربيع فواز معلنة، بكامل تفاصيلها، جاء موته معلناً إذ رأيناه أو تابعنا أخبار ذوبانه في أحضان آلام الرحيل المبكر.
ذلك هو ربيع فواز ليس في حياته ما يخشى منه، ليس في مواقفه ما يخجل من إعلانه، فهو نسخة واحدة، حيثما عمل، وفي أي موقع ساقته إليه المقادير وظروف العيش.
إنه حارس الوجدان الشعبي، لغة وحِرَفاً، نقشا وغناء، جهاداً من أجل فلسطين وضد العدو الذي لا اسم له إلا الاستعمار بداية ثم إسرائيل دائماً.
ولأنه ابن بيئته، فلم يمحض ولاءه إلا لأهله وما ربوه عليه: العروبة، وهي هي الوطنية، وهي هي حقوق الناس الكادحين، وهي هي نتاج إبداعاتهم الأصيلة، ولو في قلب الفقر.
من البيت تبدأ الرحلة وفي البيت تنتهي. والبيت بأهله، البيت بحجره، وجهته، رياشه، علاقته بالبيئة، كيف يستقبل الشمس وكيف يجنب أهله الريح… ثم حكايات المجاهدين الذين قد تختلف عليهم جبهات المواجهة لكنهم لا يتغيّرون.
ابن الأرض، يحبها ويحترمها ويتشرف بالانتماء إليها..
وعلى امتداد فترة عمله الطويلة في السفير كان ربيع فواز يناضل لإعطاء المناطق أي كل ما هو خارج العاصمة حقها، فلا تبقى مجموعة من المجاهل تقطنها مجموعة بشرية متخلفة، لا تقبل العصر وتستعصي على مفاهيمها.
ربيع فواز… جاء إلى الحياة بقميص، وغادرها بقميص، وقلما تنكر بربطة عنق. وبين مزاياه أنه استقدم الجامعة إلى الريف، بدل أن يعتبرها مجرد باب عبور إلى… المدنية.
رحم الله هذا الإنسان الذي عاش الصدق، حتى آخر نفس.

Exit mobile version