طلال سلمان

دفاعا عن فواد سنيورة

يكاد الرئيس الأميركي جورج بوش يخنق بحبه رئيس الحكومة البتراء في لبنان فؤاد السنيورة! إنه حب ملتهب بحيث إنه يحدث في كل يوم حريقاً إضافياً في هذا الوطن الصغير!
إنه لا يجد ما يبرّر به أي قرار رديء يتخذه بحق لبنان أو اللبنانيين إلا بإشهار التأييد، أو توكيد التأييد، أو توكيد التوكيد بالتأييد المفتوح لفؤاد السنيورة… بحيث يمنع أية تسوية سياسية تنزل هذه الدولة المهددة في وجودها عن الصليب!
بل إن هذه الإدارة الأميركية قد أغدقت من الأوصاف السامية وألقاب الشرف والمدائح التي تتجاوز أي عُرف أو تقليد، على فؤاد السنيورة، سواء بلسان رئيسها جورج بوش أو أمينة سره وعرافته وحكيم البيت الأبيض ووزيرة الخارجية كوندليسا رايس، ما لم ينل مثله حتى أبطال الاستقلال أمثال أبراهام لنكولن وجورج واشنطن!
وفي عُرف اللبنانيين، وبرغم كل ما نالهم على يد هذه الحكومة البتراء فليس فؤاد السنيورة على مثل هذه الدرجة من السوء!
ربما كان القرار الجديد بمنع بعض الشخصيات السياسية في لبنان من دخول الولايات المتحدة الأميركية من بين توصيات السفارة الأميركية في بيروت، تدليلاً على فهمها العميق لأسباب الأزمة، وتدليلاً على سهرها على تذليل العقد التي تعترض مساعدة لبنان على استعادة سوية الحكم فيه، وبالتالي على العثور على مخرج نجاة من المأزق الخطير الذي يكاد يختنق في محبسه.
هل نسينا القرار الشهير بحرمان وليد جنبلاط من نعمة الفيزا الأميركية، قبل سنتين أو أقل؟!
من حق من شملهم قرار المنع الجديد من الساسة اللبنانيين أن يعتبروه وساماً، في هذه اللحظة التي تتبدى فيها الإدارة الأميركية على وشك الغرق في دماء ضحايا احتلالها العراق وسائر بنود سياستها قاتلة الأوطان، وليس فقط الحكومات الصديقة في هذه المنطقة التي أضاعت طريقها فضاعت عن يومها وعن مستقبلها!
فليست الصداقة مع هذه الإدارة التي قتلت من العرب أكثر من مجموع ما قتلته إسرائيل (وأنظمة الطغيان) منذ إقامتها بالقوة وحتى اليوم مصدراً للاعتزاز والمفاخرة!

Exit mobile version