طلال سلمان

«دار الندوة» تكرّم طلال سلمان: «القلم العصامي والكادح والمتواضع»

سفير طلال سلمان. قلم طلال سلمان. عروبة طلال سلمان… تحتل الكلمات ألسنة كل من يعتلي المنبر مخاطباً ناشر «السفير» الزميل سلمان. يتولى كل صديق الحديث عن «أبو أحمد» على طريقته الخاصة. أما هو، فيجلس بين محبيه مصغياً لكل كلمة، فتارة يومئ برأسه شاكراً، وطوراً يقاطع الخطاب ممازحاً. يحضر الصديق، القريب والعزيز إلى دار الندوة. أما أبو أحمد فلا يحلّ ضيفاً محتفياً بشخصية ما، بل هو المحتفى به بدعوة من دار الندوة، لمناسبة اختياره شخصية العام الإعلامية في منتدى دبي الثامن.
حضر اللقاء الوزير خالد قباني ممثلاً الرئيس ميشال سليمان، وزير الخارجية فوزي صلوخ، وزير الصناعة غازي زعيتر، الوزيران السابقان بشارة مرهج وعصام نعمان، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، الارشمندريت الكسي مفرج ممثلاً المطران الياس عودة، رئيس «دار الندوة» المفكر منح الصلح، المنسق العام للجان والروابط الشعبية معن بشور، رئيس مؤسسة «عامل» الدكتور كامل مهنا والمدير العام لـ«السفير» الزميل ياسر نعمة وإعلاميين وأصدقاء.
عريف الحفل منسق رئيس لجنة حقوق الإنسان في المنتدى القومي العربي المحامي هاني سليمان وصف سلمان «بشخصية كل يوم في مجال الصحافة، الإعلام والكتابة».
بعدها تحدث الصلح، فقال «في البدء كانت عند طلال سلمان الكلمة وكانت العروبة، فهاتان هما السيدتان في أدب طلال سلمان وهما مكونا شخصيته المهنية والعامة». وتابع الصلح: «اعرف طلال سلمان وعروبته المتشددة الصارمة منذ دخوله الصحافة ومساهمته مع أسرة مجلة «الحوادث» في صنع واحدة من المجلات الفذة التي كانت في أيامها هي أيضاً ظاهرة تميز من النوع الذي يصعب عادة على المزاج القومي المتشدد القيام به مخافة أن يسجله رموز المدرسة الانعزالية في لحظة غرور في خانة إنجازاتهم.
وأضاف «استمر سلمان العروبي التقدمي يسخر من مقولة الإشعاع اللبناني وينتج حتى صارت جريدته من مصانع هذا الإشعاع بالمعنى الحميد لا الخبيث للكلمة بل جزءاً لا يتجزأ وشاهداً عدلاً من شواهد المعجزة اللبنانية».
بدوره، قال النقيب البعلبكي: «سلمان استبدّ به عشق مثلث أقدس هو الوطن والعروبة والكلمة الحرة، ثلاثة في واحد شاءها سلمان ان يكون هذا الواحد طلال سلمان». ورأى البعلبكي أن سلمان «نذر نفسه منذ العهد الاول للصحافة اللبنانية فاتحدت هذه العناوين الثلاثة بروحه ودمه». ولفت إلى «مسيرة سلمان وهي انموذج في العصامية، لأننا نعرف نضال سلمان وإصراره على النجاح».
وجاء في كلمة كرم: «طلال سلمان تعامل مع الكلمة على أرقى ما يكون التعامل، وله وجهان في التعامل: الشأن الوطني والموضوعي الوجداني». وتوقف عند تعامل سلمان مع الشأن اللبناني وقضية فلسطين. وأشاد بـ«السفير» التي تتعامل مع قرائها بـ«موضوعية واتزان».
وألقى أحد مؤسسي «دار الندوة» د. صلاح الدباغ كلمة لفت خلالها الى «ان الإيمان بالعروبة وبقضية فلسطين لا يعني لسلمان تخلياً عن لبنان، بل هو يرى ان مصير لبنان مرتبط ارتباطاً عضوياً بقضايا العرب وفي طليعتها قضية فلسطين». واستذكر بعضاً من افتتاحيات الناشر في العام 1982.
وتحدث المفكر غسان الخازن عن صداقته مع سلمان منذ ثلاثة عقود لما «شرّع صفحات جريدته لأقلام واعدة من مختلف البيئات تشاركه أحلامه السياسية في عروبة مناهضة لهيمنة الغرب على العالم العربي وثرواته وفي ولع بتحرير فلسطين وشعبها من براثن الصهيونية وفي طموح لنقل لبنان من نظامه الطوائفي المتخلف الى نظام علماني حديث».
واعتبرت الأديبة اميلي نصر الله أن المناسبة «تكريم بامتياز لقلم شهم، نبيل، وعصامي، كادح ومتواضع. ومن أولى صفاته الوفاء والإخلاص لأفكاره وقناعاته وإيمانه». وقالت: «طلال زميل قلم. ومثلما بدأتُ، كانت بداياته. التقينا لبضع سنوات في «دار الصياد»، مدرسة الصحافة بامتياز، وقد خرّجت في عهد مؤسسها، الأستاذ سعيد فريحة عشرات الأقلام. ولا يزال غرسها يؤتي ثماراً يانعة، وحيثما كتبت، أو قرئت الصحافة العربية».
وأشارت إلى استمرار صداقتها مع سلمان حتى بعدما غادرت العمل في الصحافة لتتواصل مع الأدب. ولفتت إلى أن سلمان لم يولد في عائلة صحافية أدبية «لكنه أنشأ تلك العائلة، ورعاها بكل الجد والإخلاص، حتى أصبحت «السفير» مؤسسة كبرى، وشجرة وارفة الظلال، وتتفيأ أجنحتها أسراب البلابل والنسور».
واختتم المحتفى به اللقاء بكلمة استهلها بشكر لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي «أوفد الصديق الوزير خالد قباني، الذي كان سيأتي على أي حال، وسائر أصحاب المواقع الرسمية حاليين وسابقين ولاحقين». وأضاف: «تفرض الأمانة علي أن اعترف بالفضل لأستاذين أخذت عنهما الكثير، سواء في ما يتصل بالموقف ام بالكلمة المعبرة عنه، أولهما منح الصلح والثاني شفيق الحوت». وأضاف: «اما الزميلة الأديبة اميلي نصر الله فقد أخذت عنها الدأب والاجتهاد في استكشاف آفاق الإبداع واحترام اللغة، بما هي أداة التعبير عن الوجدان وحافظة الهوية». وتابع سلمان: «أفخر أيها الإخوة بأنني تتلمذت على أيدي كبار من الأدباء والكتاب والفنانين في مصر وبلاد الشام والعراق فضلاً عن لبنان». ووجّه تحية إلى كل من «غسان كنفاني، ناجي العلي، محمود درويش، سعد الله ونوس، عبد الرحمن منيف، ابراهيم عامر وبهجت عثمان».
واختتم سلمان من شعر محمود درويش: «ما زلت أحلم حلمي ذاته وأرى، حلمي يسيّرني والدرب في يده، مضى القرين إلى مجهوله وأنا، هو المسافر من أمسي إلى غده».

زينة برجاوي

السفير، 1952009

Exit mobile version