طلال سلمان

خيري عوني الكعكي

أبناؤنا أنتم لنا فَنَنٌ
وتغادرون فأنتم محن
ابن الرومي

بحر من العواطف الصادقة غمر الزميل عوني الكعكي وعقيلته السيدة مي، فخفف من إحساسهما بثقل الفاجعة التي اختطفت منهما وحيدهما ومعقد أملهما خيري عوني الكعكي، الذي غيّبه الموت ولما يمتع بالحياة.
وبينما كانت الأم الثكلى لا تتوقف عن النحيب ويغلب حزنها على صبرها، كان الأب المفجوع يردد بحرقة: لقد غيّب الموت والدي، خيري الكعكي، وأنا فتى غر، وقبل أن أستعد لتحمّل المسؤولية، وأنا في عز الحاجة إلى رعايته ونصحه وترشيده، وها أنا أخسر وحيدي قبل أن تكتمل فرحتي به وأراه حيث كنت أتمنى له أن يكون فيكمل ما بدأناه. لقد كان الوجه الحلو لحياتنا… وها هو الموت، يختطفه منا وهو في شرخ شبابه.. لنا الله .
هز المصاب كل من عرف الفقيد، فتقاطر المعزون زرافات ووحدانا يشدون على أيدي الزميل العزيز وعقيلته ويدعون الله أن يقويهما بالصبر على مصابهما… بيروت كلها ووفود من كافة أنحاء لبنان وسوريا ووجوه من الأردن ومن السعودية والخليج العربي. كما ازدحمت صالات التعزية بأهل الفن جميعا وقد جاءوا زرافات ووحدانا، يقفون إلى جانب عوني الكعكي الذي بدأ من الصفر تقريباً، وحيداً ناقص الخبرة محدود العلاقة بالمهنة بسبب من صغر سنه ولكنه ثابر وكد وتعب كثيراً مع شقيقه الزميل معين، حتى بنى مؤسسة صحافية ناجحة فيها إلى جانب الرصيفة الشرق مجلة نادين الفنية ومجلة أولمبياد الرياضية، مزودة بمطابع حديثة.
وكان الفقيد الشاب شديد التعلق بالحياة، وقد مكّنه حب الوالدين من أن يعيش حياته كما يحب، وأن يتزوج بمن أراد، ثم رزقه الله صبياً بكراً أسماه عوني ، فقرّت به عيون الوالدين والجدين، هو القدر أيها الأخ العزيز عوني.
وليس لك إلا إيمانك وتسليمك بمشيئة الله.
رحم الله خيري وأسكنه جناته، وشدك بالصبر مع العزيزة مي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Exit mobile version