طلال سلمان

خسارة تعويضات الخسائر؟!

كأنما لبنان بلا شعب، وبلا دولة لها دستورها وقوانينها ومؤسساتها.

كأنه أرض مشاع لمن يقدر على استئجارها واستثمارها، مع الحفاظ على خطوط التواصل بين مسؤوليه والعواصم البعيدة والمؤثرة، ثم الغنية بنفطها والغاز.

“الشخصيات” و”المرجعيات الطائفية” تغني عن الدولة وتقوم مقامها.. وللتأكد يمكن مراجعة ملف زيارات التضامن والتعاطف والتعاضد التي “تهاطلت” على بيروت بعد نكبتها في المرفأ، والتي اقتصرت على “أصحاب الشأن” من المسؤولين.. فيما عدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي نزل إلى الجميزة فسار – على خطى الجنرال شارل ديغول – ثم جمع النواب والشخصيات وأصحاب الشأن من القيادات ومسؤولي الأحزاب.. وأنذر الجميع أنه سيعود في أيلول ليعلن نتائج الفحص: من منهم نجح، ومن منهم سقط.. وفي الجحيم مأواه.

وبعكس التمني، فقد “أُجبر” رئيس الحكومة على التنحي..

وبعكس الرغبة فقد “طارت” الوزيرات الحسناوات قبل أن يكملن مهمتهن في إنقاذ لبنان.

وتهاطلت المساعدات من “بلاد العرب أوطاني” كما من الشرق والغرب..

وتساءل المواطنون وهم يتأملون هذه المشاهد المعبرة عن التضامن الإنساني: ترى من سيكون السارق الأكبر لهذه المساعدات، سواء أكانت نقدية أم عينية؟ وعلى أية قاعدة سيكون التقاسم حتى لا تنشب حرب أهلية جديدة؟

وقال بعضهم ساخراً: ألم تكفنا خسارة أملاكنا ومنازلنا حتى نخسر أيضاً التعويضات التي تمنع عنا التشرد والجوع؟!

Exit mobile version