طلال سلمان

حول انتخابات طلاب الجامعة الأميركية: التحالف السري لأصحاب الشعارات المتضاربة

خلال السنة الدراسية الجامعية الماضية جرت نقاشات ضيقة وموسعة شاركت فيها مجموعات من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت وتركزت حول واقع العمل الطالبي وكيفية الارتقاء به الى مرحلة تبعد عنه تأثيرات الصراعات السياسية وتعزز منطلقاته الاكاديمية على خلفية الوعي الكامل لدور الطالب الجامعي المتفاعل مع قضاياه الوطنية حاضرا، ومع الرؤية الصحيحة لموقعه مستقبلا على المستويات السياسية والوطنية والمجتمعية.
بداية السنة الجامعية الحالية توافقت مجموعات من طلاب السنة الاولى والثانية في الجامعة وقررت العمل تحت اسم »تجمع شباب الوطن المستقلين« خوض الانتخابات الجامعية.
ليست المجموعة مستقلة بمعنى الحياد او الانتماء، انما هي قررت ان تبتعد عن الخصومات التي تفتك بطلاب الجامعات مؤمنة بأن استقلاليتها هذه، المرتكزة الى قناعات وطنية ثابتة واكاديمية طموحة، تفتح الخيارات امامها فتستفيد من تجارب الآخرين، بعيدا عن الاخطاء، قريبا من الايجابيات.
طرح »تجمع شباب الوطن« مبادئه وقناعاته في بيانه الانتخابي وخاض الانتخابات على اساسها وهي:
1 العمل على تعزيز حرية التظاهر التي كفلها الدستور.
2 دعم انخراط الشباب الجامعي في العمل الوطني، والعمل على تعزيز الحوار بين الفئات والقوى السياسية كافة، (من بينها المستقلون).
3 التأكيد على الانتماء الى لبنان الوطن المنفتح على محيطه العربي وعلى دعم نهج المقاومة لتحرير كامل الأراضي المحتلة في الجنوب (مزارع شبعا).
4 العمل من اجل مستقبل واعد للشباب في اطار من الجهد المشترك لإصدار تشريعات توفر فرص العمل للمتخرجين الجامعيين وتحد من هجرة الكفاءات.
كانت تجربة مفيدة، تلك التي خاضها التجمع، غير ان خلاصاتها كانت مؤسفة.
وواقع الحال ان الحركة الطالبية تعيش اليوم حالة من التشرذم تدفعها في منزلقات خطيرة طائفية ومذهبية وعصبية، وفي غالب الاحيان تخفي نوايا واهدافا شخصية لقوى سياسية تمعن في استخدام الطلاب وتضليلهم وتحضيرهم ليكونوا وقودا لصراعات تدور خارج أسوار الجامعة.
لقد تكشفت العملية الانتخابية عن زيف ادعاءات وخداع وغوغائية ديماغوجية، وعن غش وصل في بعض الاحيان الى إقدام البعض على التصويت عن آخرين وتزوير تواقيعهم.
وأصحاب الشعارات المتضاربة تآلفوا فجأة وتحالفوا سرا، وكل ذلك تحت اقنعة تدّعي احتكار الحرية او الوطن او الشعب، تسقط الحدود حينا وترفعها حينا آخر.
هذا رأي في ما هو قائم وفي ما جرى ويجري و»تجمع شباب الوطن المستقلون« في الجامعة الاميركية، سيواجه هذه الاخطاء والسلبيات بالتعاون مع جميع المخلصين من الطلاب وسيتابع مسيرته من اجل مستقبل افضل للطالب وللوطن.
خليل شقير

Exit mobile version