طلال سلمان

حوارات العام

في محاولة لاستشراف الآتي، اختارت »السفير« سبيل الحوار مع بعض من يملكون المعطيات التي تمكنهم من »قراءة المستقبل« في ضوء تجاربهم امس واليوم، وبحكم مواقعهم المطلة على الغد، وهم: نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري والكاتب والصحافي العربي الكبير محمد حسنين هيكل.
وكان للاختيار منطقه:
فخدام يكاد يكون »عرافة لبنان« إضافة الى شمول منظوره القومي للتطورات وتأثيراتها المحتملة على مجمل الوطن العربي، ودائما بالانطلاق من الصراع العربي الاسرائيلي بوصفه كان وما زال وسيبقى حتى إشعار آخر محرك الاحداث في هذه المنطقة الحبلى بأسباب الانفجار،
والحريري يستهل مع حكومته الثالثة سنته الخامسة في الحكم بكل النجاحات والاخفاقات، وبكل الوعود والاحتمالات التي اطلقها او ارتبطت باسمه، لا سيما على المستوى الاقتصادي وفي مجال اعادة الاعمار، وبين محطاتها البارزة مؤخرا، »مؤتمر أصدقاء لبنان«،
وهيكل الذي نجح في ان يكون »شاهدا على التاريخ« وراصدا دقيقا ونافذ البصيرة ودائب الجهد في متابعة ما يجري وإعادة نظم التطورات في سياقها التاريخي مع تحديد دلالاتها السياسية، والذي انتج مكتبة ممتازة تساعد على قراءة واعية وفهم كامل لنصف القرن الأخير بأحداثه الخطيرة، انتصارا وانهيارا، وصولا الى حالة الضياع الراهنة.
ويشكل كتابه الجديد »أسرار المفاوضات بين العرب واسرائيل« اضافة نوعية غير مسبوقة بشمولها وبدقتها الوثائقية.
وكانت »السفير« قد قدمت في عددها السنوي، امس الاول، عملا صحافيا متميزا عبر التحقيق الذي يقارب »قصة من الداخل« لما يعرف الآن باسم »تفاهم نيسان« والذي ربما يمكن اعتباره نقطة تحول في سياق الصراع العربي الاسرائيلي،
كذلك فقد حمل العدد السنوي لفتة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي خص »السفير« بمقال كتبه شارحا وموضحا سياسة فرنسا المشرقية، وبين عناوينه: »لبنان ركيزة سياستنا العربية، والمتوسطية مستقبلنا المشترك مع العرب«.
انها محاولات لها ما بعدها من اجل »استشراف الآتي« عبر فهم عميق لأحداث الحاضر، واعادة قراءة متأنية للتحولات التي بدلت في مصائر الدول والناس خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين.
ان الحوار مدخل الى المعرفة والوعي بالذات،
اما الصمت فغالباً ما يقود الى الكوارث التي لا يخفف من آثارها اطلاقا ذلك الكلام المعلب الذي يصدر في المناسبات عن هذا »الناطق الرسمي« او ذلك »المصدر المسؤول«.
ولسوف تستمر »السفير« تحاول، بالحوار، ان تضيف شمعة تساعدنا على فهم اعمق لواقعنا، وتقدير ادق لما قد تجيئنابه الأيام.
وكل عام وأنتم بخير عشية انطفاء هذه السنة المثقلة بالحزن والآلام في الجنوب الشهيد وفي فلسطين المقاتلة من أجل مصيرها، وان ظلت ارادة الصمود أقوى من غارات التطرف الاسرائيلي والقصور العربي عن الانجاز.
»السفير«

Exit mobile version