طلال سلمان

حكاية

تتجنب جلسات الندامى ومنظري المقاهي والسامرين الحديث في الانتخابات النيابية وعنها. يقول الناطق الرسمي باسم هؤلاء: ان السياسيين، القدامى منهم والمحدثين، قد استهلكوا في مجادلاتهم المفتوحة كل ما يمكن أن يقال.. فهم قد أدانوا قانون الستين، لكنهم ما زالوا يتخوفون من أن يبعث حياً في اللحظة الأخيرة لتعذر التوافق على غيره..  كما انهم يخشون من فرض قانون خنفشاري، عشية فتح الصناديق، كأن تنتخب كل طائفة نوابها من دون أية مشاركة للطوائف الأخرى… بالمقابل فهم “يعرفون” أن الطبقة السياسية ستتواطأ عليهم، بأطيافها وتشكيلاتها جميعاً، لتحويل الانتخابات الى لعبة من نوع “قل: لا، أو نعم”، أو الى استفتاء على الطريقة العربية بحيث “انت تنتخب من تشاء، ونحن نؤمن الفوز لمن نشاء” … رأي برأي، أليست هذه ديمقراطية؟!.

ومن زمان، كان الناخبون يزدحمون عند صناديق الاقتراع، وتحصل اشكالات يتخللها أحياناً الضرب بالعصي أو الحجارة مع سيول من التحديات والشتائم… ثم تقفل الصناديق، وينفض جمع الناخبين، ولا يبقى في الغرف المغلقة إلا رؤساء الاقلام والكتبة وأطياف النافذين.

تفتح الصناديق، وتحصى الأوراق بأمانة، ثم تلقى في سلة المهملات وتملأ البيانات بأسماء المرشحين من أهل الحظوة، وتعلن النتائج فيلعلع رصاص الفرح.. والنكاية بالمهزومين!

يومها كان للحياة السياسية “السلطان سليم” لوحده .. أما اليوم فما أكثر السلاطين وما أقل الناخبين، فكيف الحال وعندنا، أيضاً، سلطان السلاطين الطائفي..

اليوم مع تطور أسباب الرشوة ودخول التكنولوجيا على الخط، لم تعد للأوراق  قيمة .. إلا تلك التي تحمل صورة جورج واشنطن.

والندامى لا يحبون واشنطن .. بل يفضلون دونالد ترامب!

Exit mobile version