طلال سلمان

حزام أمني للجيش الإسرائيلي داخل أراضي القطاع

كتب مراسلا موقع والا أمير بوحبوط ورؤفين كاسترو مقالاً تحت عنوان “الجيش يقرر إنشاء حزام أمني داخل أراضي غزة”. يعرض المقال الوضع العسكري الراهن ومستقبل الوضع في غزة من وجهة نظر الجيش. وأشار كاتبا المقال إلى أنه بعد الأيام الأخيرة من القتال، يعرب الجيش الإسرائيلي عن رضاه عن معدل التقدم والدعم السياسي والكم الكبير من المعلومات الاستخباراتية التي جاءت من المعتقلين الذين تم التحقيق معهم، وأن الجيش متفائل أنه سيكون من الممكن تحقيق الأهداف في غزة حتى لو تطورت الساحة في الشمال.

وأوضح الكاتبان أنه مع انطلاق المناورة البرية، وفي ضوء الإنجازات، قرر الجيش الإسرائيلي عدم الإعلان علناً عن موقع “خط التماس” الجديد الذي شينشأ بين المستوطنات الإسرائيلية والأراضي الفلسطينية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه على الرغم من المناورات في الميدان، إلا قواته تواجه محاولات من حماس لشن هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية، ولكنه تم صد هذه المحاولات.

وتساءل كاتبا المقال عن منطق عمليات القوات الإسرائيلية في أعماق الأراضي الفلسطينية؟ وكان الجواب أنه لا يوجد منطق ثابت، وأنه من أجل إرباك العدو  يتم التعتيم على أنماط أساليب القتال، وهي تجمع بين الغارات الجوية ومناورات واسعة النطاق من أجل تفكيك الدوائر الأمنية في غزة ومنع قيادة حماس من السيطرة على الأرض. وفي هذه المرحلة بالفعل، كما يدعي الجيش الإسرائيلي، فإن قدرة الجناح العسكري لحماس على السيطرة على قواته في مختلف المناطق وبناء صورة عن الجيش الإسرائيلي أيضًا معقدة للغاية، بسبب عدد الهجمات الكبير والتي تتم بناء على المعلومات التي جاءت من المعتقلين الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي الذي اعتبر أن أهداف الحرب أصبحت واضحة، بل وأكد أنه سيكون من الممكن تحقيقها حتى لو أصبحت الساحة الجنوبية ثانوية وليست رئيسية، إذا تطورت المواجهة على الحدود اللبنانية.

وأكدّت مصادر كاتبي المقال أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إحداث تغيير جذري في الواقع الأمني في الساحة الجنوبية، بحيث لا تعود حماس تتمتع بالسيادة على قطاع غزة في المجالين العسكري والمدني. وأن ذلك يتطلب عدة أشهر،  مع إحداث علاجات فورية تتماشى مع الأحداث. ورأى الكاتبان أن قيادة الجيش راضٍية عن وتيرة التقدم، ولا يوجد شعور بأن العوامل السياسية تتسارع، وهذا هو الطريق الصحيح لتحقيق أهداف الحرب. ومن أهم الإنجازات اختراق خطوط دفاع داخلية في الأراضي الفلسطينية.

ووصف الجيش الإسرائيلي الليلة التي تم فيها إطلاق سراح الجندية المختطفة أوري مجيديش بأنها “ليلة خيالية” بسبب حجم القوات التي خاضت العملية. وقد تم إجراء مناورات لفرق كاملة تشارك في الحرب، وفي الوقت ذاته تحركت قوة خاصة من الشاباك بين القوات بدقة كبيرة ما أدى إلى إطلاق سراح الجندية.

وقام الجيش الإسرائيلي بعدد قياسي من الهجمات خلال العملية. وعن طريقة سير العملية فقد كان التنسيق عالياً بين كل الوحدات والألوية. ما أن يقوم قائد لواء أو فرقة بإعطاء الأمر لمهاجمة هدف، حتى يقوم الطيار المقاتل بإسقاط قنبلة تزن طن على العدو. وكان قائد الفرقة 162، العميد إيتسيك كوهين أحد منفذي الهجمات. وساهم هجومه في قتل أكثر من عشرين مقاتلا من حماس.

وكان قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان رافق القوات عند دخولهم ساحة المعركة وكان مع المقاتلين وقادة الأقسام على الخط الأول المطل على مدينة غزة من إحدى البلدات المحيطة بها. بالإضافة إلى ذلك، قام جميع قادة الألوية بالمناورة في الميدان مع القوات ولم يكونوا في المؤخرة أمام شاشات الكمبيوتر.

وتم تسجيل انجاز أمس في موقع 17 بمنطقة العطاطرة، الذي يضم مجمع أنفاق تحت الأرض، غير بعيد عن المحور الساحلي. وتمكن الجيش الإسرائيلي من قتل العشرات من المقاتلين في الهجوم والاستيلاء على وثائق ذات أهمية استخباراتية كبيرة، وأشاد الجيش بجنود سييرت جفعاتي الذين داهموا الموقع، وبقائدهم الذي قاتل على بعد أمتار قليلة من موقع خلية تابعة لحماس وتم القضاء على جميع أفرادها، وفقاً لمصادر الجيش الإسرائيلي.

وشدد مصدر الجيش الإسرائيلي على أنه لا توجد عملية واحدة من شأنها أن تساعد في تحقيق أهداف الحرب، بل أنه سيكون هناك مجموعة من العمليات التي تشمل مناورات برية وغارات جوية. وأوضح أن العصر الذي يقترب فيه إرهابيو حماس من السياج الحدودي قد انتهى، وأنه لا توجد نية للسماح بذلك مجدداً، وبالتالي تجري عملية بناء شريط أمني جديد. ويشهد الشريط الأمني فعلياً نشاطًا هندسيًا هذه الأيام لإنشاء عائق يحمي المستوطنات في نطاق غلاف غزة.

ذلك لم يمنع تعرض القوات الإسرائيلية لعدد من الضربات الخطيرة:

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه خلال المناورة قام مقاتلو حماس بإطلاق مئات الصواريخ المضادة للدبابات على الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والجرافات ولكن أيا منها لم تخترق، باستثناء الحالتين اللتين يتم التحقيق فيهما حاليا. وتشمل الإنجازات حتى الآن الكشف عن مواقع تحت الأرض لأنفاق تابعة لحماس ومنها أنفاق هجومية، ومقتل الآلاف من مقاتلي حماس. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن قوة حماس وقسوتها فاجأتهم يوم 7 تشرين الأول وأن “إرهابيو حماس: لا زالوا يوجهون هذه الضربات القاسية.

Exit mobile version