طلال سلمان

حرائق موضعية وعقوبات أميركية ودبكة بعلبكيه تدريجياً برئيس فرنسا..

.. فأما الحريق الأول في مرفأ بيروت، قبل شهر، فقد أدخل الرعب إلى قلوب اللبنانيين خصوصاً وقد إلتهم الكثير من البيوت والمحلات التجارية في منطقة الجميزة مع إمتداداتها نحو محلة مار مخايل في إتجاه برج حمود.. ثم استقدم رئيس الجمهورية الفرنسية إلى العاصمة بيروت مرتين: الأولى للإطمئنان على بيروت وأهلها، والثانية للإطمئنان على السيدة فيروز تحقيقاً لكلمات اغنيتها “نحنا والقمر جيران”.. ثم أضاف ماجده الرومي إلى جدول تحركاته ليبلغ الطرب ذروته..

وأما الحريق الثاني في مرفأ بيروت فكان “بلدي الطابع” تفرج عليه المسؤولون من على بعد كاف للآمان، ولم يذهب إلى أرض الميدان أي من “الكبار” وترك لرجال الأطفاء والدفاع المدني وقوى الأمن أن تتولى هذه المهمة الشاقة مرة ثانية خلال شهر واحد!

حريقان خلال شهر واحد في مرفأ بيروت: إنه حدث غير مسبوق، ويؤكد أن السلطة ساهرة وأن الدولة بألف خير ولو كانت بحكومة مستقيلة ولكنها تقوم بالواجب، ورئيس مكلف بتشكيل حكومة جديدة يصول ويجول بين الأفرقاء حتى يتعب.. فينام ليستأنف الدوران في الحلقة المفرغة، ولا حكومة!

ولا شك أن تجاوز الإدارة الأميركية كل الأعراف وإعلانها وضع اسميّ الوزيرين السابقين علي حسن خليل، المقرب جداً من الرئيس نبيه بري ومعتمده في وزارة المالية، والوزير يوسف فنيانوس المقرب من سليمان فرنجية ومعتمده في وزارة الأشغال، كانت أشبه بضربة تحت الحزام.

المهم أن اللبنانيين يعانون الآن من دوار مزعج: إذا كانت واشنطن غاضبة على الرئيس بري، وهو أحد الكبار بين أعيان الشيعة وسليمان ومعه طوني فرنجية وهما من الكبار بين أعيان الموارنة..

واذا كان الحريق الأول في مرفأ بيروت قد ذهب بحكومة حسان دياب التي لم تهنأ صباياها الحسناوات بالحكم لأكثر من ستة أشهر..

فأية حكومة ستعجب الإدارة الأميركية فتسمح لها بأن تباشر رفع الأنقاض وإعادة ما تهدم قبل أن يحين الموعد الثالث لعودة الرئيس الفرنسي ماكرون وهي التي ستشهد تنفيذ انذاراته بالقضاء على الفساد في الدولة اللبنانية مرجئاً البحث في هموم فرنسا حتى يتم الإصلاح السياسي في الدولة اللبنانية.. وتشتعل قلعة بعلبك بمهرجان فرح يستحضر الرحبانة ومعهم السيدة فيروز وزياد ووديع الصافي ونصري شمس الدين ليغنوا معاً بينما تلتهب القاعة بالتصفيق لعلي حليحل وهو يماشي فرقة الدبكة التي يقودها عمر حماده في حين تضيء الزغاريد القلعة النائمة!

Exit mobile version