طلال سلمان

جعفر شرف الدين

خسرت صور، وخسرت الحياة العامة في لبنان وجهاً من وجوه الخير والطيبة والدماثة أمس، مع غياب السيد جعفر عبد الحسين شرف الدين.
كان من الصعب احتسابه من بين السياسيين المحترفين، على الأقل في الصورة الشائعة عنهم، إذ لم يكن من أهل الادعاء بإنجاز ما لا يقدر عليه، ثم إنه كان يفضل أن ينشط في المجال التربوي وفي مجال الخدمة الاجتماعية أكثر مما يرغب في هدر وقته في »السياسة« بما هي صراع ديكة على ما ليس منه طائل.
ولقد عاش حياته يحاول أن ينجح في التحدي الذي فُرض عليه، وهو أن يكمل ما بدأه »السيد الوالد« وأن يضيف اليه، وهذه مهمة جليلة ينوء بمثلها من توافرت له إمكانات أفضل وظروف أفضل من تلك التي توافرت للسيد جعفر، لكنه أعطى جهده كله وحقق أكثر مما كان يتوقع.
وسيذكر للسيد جعفر أنه قد حمى الصرح العلمي والثقافي في صور، »الكلية الجعفرية«، وانه أضاف اليها.
ولن يكون سهلا على كل من وفد الى صور، زائرا عربيا أو محاضرا أو مشاركا في منتدى أو تربويا أو صاحب اجتهاد، أن ينسى ذلك »الملمح« أو »المعلم« من معالم مدينة المرابطين والصابرين والمجاهدين، تلك التي كانت ترتبط بحبل السرة مع فلسطين، وعبرها مع مصر، فترفد الحركة القومية والنضال التحرري بما تيسر لها من إمكانات.
وبرغم أن الفقيد الكبير كان قد باشر الانسحاب من الحياة العامة في السنوات الأخيرة، فغاب عن كثير من النشاطات التي كان يمارسها بفرح، إلا أن أهل صور ومحبيها الكثر ظلوا يفتقدونه ويسألون ليطمئنوا عليه، وهم الآن سيفتقدونه أكثر، مع تسليمهم بقضاء الله.
رحم الله »السيد جعفر«، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

Exit mobile version