طلال سلمان

جبـران كوريـة »كاتـم أسـرار الكبـار«

بصمت، كعادته دائماً، بلا تذمّر ولا شكوى، رحل »كاتم أسرار الكبار« جبران كورية.رحل »أبو جابر« الذي بدأ حياته مناضلاً سياسياً، عبر الصحافة، وقد جعلته ثقافته العريضة محللاً متميزاً، ثم هجر مهنة المتاعب إلى موقع شديد الحساسية يفرض على شاغله أن يتنكر للصحافة وأن يبتعد عن زملائه وأصدقائه الأقربين حتى لا تأخذه غفلة أو سوء تقدير فيصدر عنه أو يفهم من سياق حديثه ما يكشف المكتوم ولا ما يجوز الإفصاح عنه مما يعرفه بحكم موقعه.شغل جبران كورية، وعلى امتداد سنوات طويلة مركز مدير المكتب الصحافي للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.. وقد حضر بطبيعة الحال العديد من اللقاءات ـ المفاصل وسمع الكثير من أسرار الدول، وسجل محاضر لاجتماعات قيل فيها الخطير من الوقائع، وصدر فيها عن بعض الضيوف الكبار ما يتمنى أي صحافي أن يشهده أو يعرفه… لكنه استمر على أسلوبه: هو في القصر أبو الهول، محدث لبق، مع أصدقائه الكثر ومع زملائه يشير ولا يقول، ولا يلمح ولا يفصح ويبقى السر دفيناً في صدره حرصاً على قيمة الأمانة وأهمية الثقة.أما مع أصدقائه فكان يستعيد حيويته وينطلق بظرفه وسعة اطلاعه، إلا في ما يتصل بما يعرفه بحكم موقعه…لعائلة العزيز »أبي جابر«، ولأصدقائه الكثر في سوريا وفي الوطن العربي، من أهل الصحافة والرأي، أحرّ التعازي.رحم الله جبران كورية.. وحفظ لعائلته رصيده العظيم من الصداقات والصيت العطر.

Exit mobile version