طلال سلمان

ترامب “الفاجر” يهين “خادم الحرمين الشريفين”..

لم يحصل في التاريخ المعاصر أن وصل إلى سدة الرئاسة في دولة عظمى كالولايات المتحدة رجل غريب الاطوار، مقذع التعابير بلسان فالت، متعالٍ كالجبابرة، مضحك في تسريحة شعره، موجع ومباغت في تغريداته مع الفجر التي تشغل اهل الحكم في أربع رياح الارض.

لكن دونالد ترامب، المضارب في البورصة، استطاع أن يهزم هيلاري كلينتون التي كانت نجمة على مسرح السياسة الدولية، وأن يدخل البيت الابيض مع حشد فيه زوجته وبناته واصهاره وبعض المضاربين في البورصة ممن راهنوا عليه فربحوا.

منذ دخوله للبيت الابيض ودونالد ترامب يفاجئ الاميركيين، بل العالم، كل صباح، بتغريداته التي يعبر بها عن رأيه الصريح بالخصوم في الداخل والخارج.

..وبصداقته الاستثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكسره الحاجز الثابت مع كوريا الشمالية.

..وتجاوزه الحدود مع قيادة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيأمر بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب إلى القدس المحتلة بينما “حليفه المخلص” يعلن “اسرائيل دولة يهود العالم”..

ولقد خص دونالد ترامب “صديقه” الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بتحية هاتفية رقيقة مع صباح الثلاثاء الماضي..

قال ترامب لسلمان: انتم تدفعون لنا أقل مما يجب بينما نحن نتولى حمايتكم.. إن دخلكم مهول، وأنتم تنفقون اموالاً طائلة على القصور واليخوت كما في حرب اليمن.. وانا لم اعد مستعداً لقبول هذا الوضع المهين. انكم تبيعوننا نفطكم بسعر عالٍ، مع انكم تعيشون بفضل حمايتنا لعرشكم! يجب أن تدفعوا لنا تكاليف حمايتنا، لولانا لاندثر عرشكم واسرتكم. ادفعوا والا.. ربما لن تتمكنوا من البقاء اسبوعين لولا دعمنا.

*****

لا يذكر التاريخ أن رئيساً قد أهان ملكاً هائل الثراء، واسع النفوذ بفضل ذهبه، يتمتع بلقب شبه مقدس هو “خادم الحرمين الشريفين” الموروث عن السلطنة العثمانية وهو يقاتل شعب اليمن حتى الابادة، ويحاصر كل نظام وطني في دنيا العرب، بمثل هذه اللغة المستعلية إلى حد الاهانة الجارحة، والتي تتولى محاسبة هذا النظام الفاسد بلغة “اشتراكية” وتطالب “بالعدالة” مع المهيمن وليس مع الشعب الذي يسمع بثروة بلاده.. ولا يراها، اذ انها لا تصله!

 

 

 

Exit mobile version