طلال سلمان

تبخر الغاز.. وانكشف المجلس!

..وأخيراً، وقع ما كان لا بد من وقوعه: تبخر الغاز وثبت النفط في مكانه، فأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، بالقيادة السعودية، الحرب على الامارة المن غاز، قطر، التي تمددت بأكثر مما هو مسموح لها، فكان لا بد من تأديبها.. وهكذا طار وزير الخارجية السعودية الفصيح، عادل الجبير، إلى القاهرة فأقنعها ـ بالتي هي احسن ـ بما كانت تطلبه وتلح عنه منذ زمن بعيد: قطع العلاقات مع الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بعد ارتكابه جرم الادعاء باتصال نسبه بالإمام محمد بن عبد الوهاب، وهذا هو الكفر بعينه، ولا بد من إقامة الحد على الكافر…

انتهت اللعبة اذن، ولا بد أن يعود كل إلى حجمه الطبيعي، ولا بد كذلك من فضح الازدواجية التي تمارسها قطر فتنفخ حجم دورها ليس بالغاز وحده، وانما بشبكة علاقات تجمع الاضداد: فهي عضو في مجلس التعاون الخليجي، لكنها خارجه في ما يتصل بإيران.. واذا كان هذا مسموحاً لسلطنة عمان لأسباب خاصة فليس مسموحاً به لغيرها.. ثم انها تشتري لنفسها ادواراً قتالية في المحيط العربي، من غزة فلسطين، إلى صحراء سيناء مع جماعة “القاعدة” و”داعش”، ومن تونس التي اغتيلت انتفاضتها المستقبلية بالماضي، إلى مصر التي يأخذها فقرها إلى “مجاملة” الاخوة الاغنياء لعلها تتجنب ثورة الفقراء مجدداً وبصيغة أكثر جذرية وبقيادة موحدة ومؤهلة.

ثم أن ما بعد زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى الرياض والاحلاف الثلاثية التي عقدت فيها برعايته (ومعه حريمه)، لا بد أن يختلف عما قبلها، فالعصا ـ الآن ـ لمن عصا، وعلى الجميع الانضباط في جبهة موحدة للحرب ضد ايران، وصولاً إلى “حزب الله”، وانتهاء بمعالجة “الاوضاع الشاذة” في كل من سوريا والعراق..

القاعدة معروفة: اضرب الضعيف ضربة ينخلع لها قلب القوي فتثني عليه!

انها ساعة الصفر، اذن.. والحرب على قطر قد تُطاول تركيا، وهذا سيخلق للإمارة المن غاز مشكلة اضافية مع الاخوان المسلمين الذين يطاردهم الآن الجميع: العرب والاتراك والايرانيون.

وقطر التي تلعب دوراً كونياً ما فتئ يتمدد في افريقيا وآسيا منذ سنوات، فتمول جماعات مسلحة هنا، وتدعم حكومات غير شعبية هناك، وتروج لإسرائيل في كل مكان، ستجد معضلة في تقزيم ذاتها والعودة إلى داخل حدودها… وهذا ما يتهدد مجلس التعاون الخليجي، فكلما اتسعت مساحة ميدان الحرب تكشف ضعف هذا المجلس المذهب عن المضي في الحرب إلى نهاياتها المنطقية..

Exit mobile version