طلال سلمان

»بيت العرب«

لا يشعر العربي في الكويت بالغربة، لكن ثمة رموزا وبيوتا تؤكد أصالة الانتماء العربي للكويتيين وعمق ارتباطهم بقضايا أمتهم، لعل في طليعتها بيت »أبي محمد« جاسم القطامي، الذي يطلق عليه العديد من زوار الكويت »بيت العرب«.
والكثير الكثير من العرب يعرفون عن »أبي محمد« وعن »الشيخة أم محمد«، السيدة الفاضلة زوجته، من قبل أن يذهبوا إلى الكويت بل ومن دون أن يذهبوا إليها: فهو المناضل القومي البارز الذي عُرفت عنه الصلابة والثبات على المبدأ، منذ أيام دولة الوحدة في أواخر الخمسينيات. وكان اسمه يرد دائما ومباشرة بعد اسم الدكتور أحمد الخطيب والمرحوم الدكتور سامي المنيس والمناضل النقابي بداية والنائب من بعدُ عبد الله النيباري والعديد من رموز العمل القومي.
أمس، وخلال الاحتفال بأبي محمد وتسليمه جائزة جمال عبد الناصر، أحس كل مناضل قومي أنه إنما يكرَّم عبر تكريم جاسم القطامي… وحين ذكر الدكتور خير الدين حسيب اسم السيدة أم محمد، ارتفع التصفيق عاليا، ولم يكن فيه شيء من المجاملة. أما حين تحدث القطامي عن رفيقة عمره فقد شرق العديد من أبناء جيله بالدمع وهم يصفقون تقديرا للوفاء ولهذا النموذج الرائع لحبيبين التقيا في ميدان النضال ولم يفترقا أبدا، وكانا شريكين يتسابقان على عمل الخير بقدر ما يتسابقان على تلبية كل نداء للاعتراض على ظلم أو على اضطهاد أو على قمع للحريات.
بعد محمد حسنين هيكل جاء الاختيار موفقا، سواء من لجنة الترشيحات أو من لجنة الجائزة بأن يكون الثاني جاسم القطامي، ففي الحالين بدا كأن التكريم يذهب إلى مستحقه، وإلى تاريخ حافل ولو في مجالين مختلفين لكبيرين من بلادنا.
فمثل هذه الجائزة يجب أن تكون محصنة ضد خطأ التقدير، ومن نالها حتى اليوم يضيف إليها ولا يحسم منها، خصوصا أن الأول (الأستاذ هيكل) تبرع بقيمتها المادية لما يفيد العمل القومي، والثاني تبرع بلسان السيدة حرمه ربما بأكثر من قيمتها النقدية، للغاية نفسها.
وألف مبروك يا أم محمد ويا أبا محمد.

Exit mobile version