مرت الذكرى المئوية لوعد بلفور وسط صمت عربي مطبق، لم تخرقه الا تظاهرات محدودة (للمناسبة!!) في الارض الفلسطينية المحتلة، وتظاهرة يتيمة في لندن!
لم تحتشد الجماهير في شوارع المدن العربية، القاهرة، بغداد، دمشق، عمان، الجزائر، طرابلس الغرب، وصولاً إلى الرباط، وكلها مدن منكوبة.
فقط في لندن، مدينة الدولة التي كان اللورد آرثر جيمس بلفور، وزيراً لخارجيتها، حين اطلق “وعده” المشؤوم، خرجت تظاهرة يتيمة نظمها ـ على الارجح ـ بعض الرعايا العرب المقيمين فيها، وربما شاركهم بعض البريطانيين وبعض المستنيرين من ابناء الشعوب الاسيوية والافريقية المقيمين في بريطانيا.
لا هم يحررون الارض، ولا هم يعاقبون من أعطى “الوعد”، ومن ساعد على تحويل ذلك “الوعد” إلى عصابات مسلحة تستولي على بعض الارض بالثمن من أثرياء جاءتهم الارض من “السلطان” او من “واليه” او استولوا عليها غصباً.. وعلى بعضها الآخر بالقوة والحيلة والقهر وعبر عصابات مسلحة وطرد اهلها منها، لتكون ـ من بعد ـ “دولتهم” التي سيتحقق مع عودتهم الوعد الالهي لبني اسرائيل… وكأنها ارض فارغة ليس فيها شعبها الذي كان دائماً شعبها.
انهم مشغولون (العرب) بالاشتباك والعراك مع الذات (العرب)
انظر حولك:
ـ حرب عربية (سعودية ـ اماراتية) على اليمن، تقتل الرجال والنساء وتتسبب في اصابة عشرات الاف الاطفال بالكوليرا، وتهدم المدن ذات التاريخ وتشرد أهلها..
ـ حرب العصابات المسلحة: “داعش” و”القاعدة” و”فتح الاسلام” الخ.. في كل من العراق وسوريا وجهات عربية أخرى.. شملت مؤخراً مصر وتونس وليبيا.
ـ أما حروب اسرائيل التي تكررت، مراراً على العرب عموماً، ومصر وسوريا خصوصاً، وعلى لبنان كاحتلال 1982، ثم كحرب شاملة في العام 2006، فهي مفتوحة بضعف العرب وغفلتهم التي امتدت ما بين عام 1917 واليوم!
عسى أن يستفيق العرب فينتبهوا أن هزائمهم ستستمر طالما استمرت فرقتهم وانظمتهم الدكتاتورية التي تستند إلى الاجنبي أو الى الطائفية او إلى التخلف دائماً.