انتهى المونديال الذي وفر للبنانيين فرصة الاستمتاع بالمباريات الشيقة، مبتعدين عن السياسة بمباذلها وفضائحها، وعن ازماتهم الاقتصادية الثقيلة، ومشكلة تشكيل الحكومة الجديدة وحصص كل تكتل وكل طرف وكل زعيم وشيخ قبيلة ووجيه عائلة، فضلاً عن عصابات التهريب والتزوير..
حققت روسيا نصراً سياسياً ودبلوماسياً واقتصاديا عظيماً.
كان التنظيم باهراً، مع أن المباريات جرت في عدد كبير من المدن الروسية، فضلاً عن موسكو.. ولم يؤثر الطقس ولا البعوض ولا “حسد” دول الغرب، ولا خيبة الفريق الروسي في احراز المرتبة الأولى، بل جرى كل شيء “وفق الخطة الموضوعة”، ونالت موسكو شهادة من اعتى خصومها فضلاً عن أصدقائها..
وكان طبيعياً أن ينظر بوتين إلى ترامب، خلال لقائهما في هلسنكي، نظرة تحدٍ وهو يناوله كرة القدم، باعتبار أن الولايات المتحدة ستستضيف مونديال 2026.
ترى إلى متى يستمر غياب العرب، لا سيما اولئك الذين ينفقون المليارات علي مباذلهم ومجالس الانس، عن جوائز المباريات الدولية،
لقد حققت اقدام اللاعبين الدوليين من الامجاد واسباب الفخر لبلادهم ما لم تحققه رؤوس الحكام العرب، لا فرق بين اصحاب الثروة الثروة الخرافية ورعايا البلاد الفقيرة..
وعسى أن يحكم العرب “الرؤوس” و”العقلاء” و”الحكماء” ولو كانوا فقراء يحمون كرامة شعوبهم بسيوفهم ولا يبيعونها في سوق النخاسة او انتظار هبات اصحاب الجلالة والسمو او قروض المرابين دولاً وجماعات من النهابين!
أن وصول المونديال إلى البلاد العربية الطبيعية نصر مجيد، لو تعلمون.. أما وصوله إلى الدوحة في قطر فقد كلف البلاد التي ليس فيها لاعبون وملاعب طبيعية وحكام.. وجمهور حاشد يملأ الأفق حماسة وزهواً بالنصر.. متى تحقق!