طلال سلمان

المهندس حسين العزير: المشاعل تنقص واحداً

كان يدرك أن معركته خاسرة، وأن أحداً لم يستطع الانتصار على الموت، لكنه قرر المواجهة ولا سلاح له إلا إرادته.
كان يستمع إلى الأطباء ينصحونه فيهز رأسه ويمج نفساً عميقاً من اللفافة الممنوعة عنه بالأمر، مقرراً انه قد اتم واجبه… فاستمع!
… وحين جاءه ملاك الموت وجده مستعداً، وليس على وجهه تقطيبة غضب أو ملمح حزن. كاد يقول: هيا بنا.
حسين العزير، «المهندس»، الصديق المتعب بسبب من إصراره دائماً على ان يقول رأيه بصراحة، ومن دون مجاملة، رحل أمس، فأحزن أهله وأصدقاءه وبلدته التي كان يشكل واحداً من عناوينها وملامحها المميزة.
فقدت شمسطار واحداً من الرجال الذين شكلوا، ذات يوم، أملاً بالنهوض والخروج من قوقعة العائليات والمخاصمة الموروثة والتي يستولدها الفقر وضيق مساحة الأمل.
«جيل الطليعة» يرحل مبكراً، مفترضاً انه قد فتح الطريق أمام الأجيال الصاعدة التي سوف تتولى استكمال التغيير نحو الأفضل.
لقد نقصت المشاعل في شمسطار واحداً، لكن الأبناء مؤهلون لأن يعوضوه بأنوار علمهم والكفاءة والتمسك بالانتماء إلى هذه البلدة التي حفرت مستقبلها في الصخر.
وداعاً أيها الصديق الصدوق!
طلال سلمان

Exit mobile version