طلال سلمان

اللبنانيون يعانون من الوباء وخيبة حكامهم

ضرب الوباء جميعنا.. لكن بين ما يعزينا أن أوضاعنا أرحم حالاً من معظم أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بعنوان رئيسها دونالد ترامب وبعض عائلته ومستشاريه.

لكن الوباء في لبنان صار استثماراً مجزياً، خصوصاً وأنه جاء مع أزمة حكومية معقدة تستولد أزمة إقتصادية حادة، وهي التي تنبه اللبنانيين إلى مصدر العلة: السلطة المشلولة.

فعلى امتداد عام كان لبنان بلا حكومة فعلياً.. ولم تنجح حكومة الجميلات الست برئاسة حسان دياب في حماية المواطن من إنعكاسات الأزمة السياسية على معاشه اليومي، فإلتهبت الأسعار صعوداً، وأخفى التجار الكثير من مواد الإستهلاك الضرورية لتبرير هذا الإرتفاع المفاجئ في أسعارها.

ولم يكن مفاجئاً أن يسقط الوضع المعقد والصعب، في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعاظمت حدتها مؤخراً، محاولات تشكيل حكومة جديدة ستواجه النتائج المنطقية لما نحن فيه.

لا أحد يمكنه الإدعاء أنه يملك حلاً سحرياً.. ولا يستطيع “العهد” عشية نهايته أن يُغري أي سياسي عاقل بأنه “سيعطيه” من رصيده.. وأي سياسي محترف يتجنب مشاركة رئيس عشية نهاية ولايته ما لم يحصن نفسه بصلاحيات إستثنائية لا بد من أن يوقعها الرئيس كارهاً، لأنه يرى أن العهد المقبل سيحصد نتائجها.

وتاريخ الرئاسات في لبنان شاهد على أن معظم رؤساء الجمهورية تركوا البلد إما على حافة الخراب الإقتصادي أو على حافة الحرب الأهلية حينما أسقط طموحهم إلى تجديد الولاية.

عودة إلى جوهر الموضوع وهو الوضع الإقتصادي: لقد أفاد تجار الأزمات من التداعيات الناجمة عن الخلل الفاضح في إدارة العهد لمسؤوليات الحكم بفشل سياسة الإنتقاء التي اتبعها في “السماح” بتشكيل حكومة جديدة قادرة يحمل مرسومها توقيعه.

ويمكن القول أن السنة المنصرمة كانت حكومة الفراغ المطلق، ليس لأن الوزيرات الجميلات قد فشلن في الإنجاز، بل لأن التوليفة جميعاً، برئيسها ومحيطه، وبمشاغبات جبران باسيل وسائر مناصري رئيس الحكومة المستقيل احتجاجاً (سعد الحريري) والموالين لرؤساء الحكومة السابقين، فضلاً عن كارهي “العهد” أو من خاب أملهم، كانت “أخف” من أن تتحمل ثقل الأزمة التي تعيشها البلاد فكيف بحلها.

“المظلوم” الوحيد في هذه الفترة كان السفير مصطفى أديب: فلقد زُج به في معمعة لا يد له فيها، ولا رأي له في الحلول المقترحة لها ثم أن الجميع قد حاولوا التمتع بتقاذف مقترحاته لتشكيل الحكومة حتى تهاوت، بغير أن يُظهر أي طرف أسفه على فشل السفير الذي أُستدعي على عجل ومُني باللقب المذهب، ثم تُرك وحيداً يحاول الإستنجاد بالرئيس الفرنسي ماكرون، بينما هذا الرئيس يسهر مستمتعاً بلقاءين رائعين مع السيدة فيروز.

Exit mobile version