طلال سلمان

الكذاب والمنافقون؟!

أحد أمرين:
إما أن يكون بنيامين نتنياهو كذابù أشرù،
وإما أن يكون بعض قادة العرب منافقين رقعاء،
أحد أمرين:
إما ان يكون رئيس الحكومة الاسرائيلية الجديد قد نجح في خداع الأكثرية المطلقة من »الشعب اليهودي« المتطرف، وزايد على قاتل رابين والحاخامات والجنرالات حتى سلموا بقيادته وانضووا تحت لوائه بوصفه الأعنف والأفتى والأقسى بينهم،
وإما ان يكون بعض قادة العرب سذجù الى حد البلاهة، او متآمرين شديدي الفطنة لا يتعبون من التغرير بشعوبهم وتضليلها وإيرادها موارد التهلكة، مستغلين ان لا خيار لها ولا قدرة على تغييرهم في المدى المنظور!
أحد أمرين:
إما ان يكون نتنياهو قد تغير في أقل من شهرين، بحيث لم يعد له اليوم صلة بذلك الذي خاض الانتخابات شاهرù سيفه على الاسرائيليين، وخرج منها حاملاً قنبلة ذرية مهددù بها العرب الخائفين من صورته التي تشبه صورة اسرائيل الأصلية الى حد التطابق معها،
وإما ان يكون بعض قادة العرب قد »مثلوا« على جماهيرهم فرفعوا عقيرتهم بالصراخ واندفعوا الى التلاقي في قمة طارئة ليطلبوا التضامن في الاستسلام لهذا »الوحش« خوفù من انتقامه الرهيب، معتذرين بأن من انتصر على السيد الأميركي لن يتعب في سحقهم، وان من الأفضل بالتالي ترويضه باحتضانه وتهدئة غضبه بإعطائه ما يطلب حتى لا يدمر كل شيء؟
أحد أمرين:
إما أن نتنياهو »عميل عربي« مدسوس في صفوف الإسرائيليين مهمته أن يمزق صفوفهم الموحدة بتطرفه »الشاذ«، بما يحقق »وحدة الموقف العربي« أمام الخطر المصيري،
وإما ان بعض هؤلاء الحكام العرب يعملون من فوق عروشهم لإسرائيل، فيوفرون لها اسباب الانتصار السهل على أمتهم بغير قتال، مصورين لها ان الهزيمة والاستسلام والخضوع للهيمنة الاسرائيلية المطلقة تظل أقل كلفة من مواجهة عبثية بل انتحارية!
انه السحر،
فها هم بعض القادة العرب يلحسون كلامهم عن نتنياهو وتطرفه ولاءاته الناسفة لاحتمالات »السلام«، ويعيدون تصديره الى شعوبهم وكأنه »راجح بياع الخواتم« الذي ظلمته الصورة التي اشاعها عنه »المختار« لكي يُخضع »الرعية« بالخوف!
انه السحر: الذين اسموه »نتن ياهوه«، يكتبون الآن او يعلنون انهم قد ظلموه، وانهم قد تسرعوا في الحكم عليه من قبل ان يلتقوه فيسمعوا منه مباشرة،
انه السحر: فها هم يرسلون اليه الآن التحيات الحارة، ويعيدون فتح الابواب امام مستشاره الأريب الحامل الى الخليج الرفاه والبحبوحة، ويقبلون من وزيره الكلام الاجوف عن مستقبل الفلسطينيين في أرضهم التي تلتهمها المستوطنات على مدار الساعة بحيث قد »تنتهي« من قبل ان تبدأ المفاوضات »النهائية« حولها،
أحد أمرين:
إما ان نتنياهو شريك هؤلاء القادة العظام في التواطؤ على المستقبل العربي،
وإما ان هؤلاء العضاريط الصناديد قد اشتروا سلامتهم، وبسرعة قياسية، من »سيدهم« الجديد، الذي يعرف كيف يعاملهم: فيضربهم في وجوههم واثقù من انهم سيحبونه اكثر للطفه ورقته البالغين!
او انه »الأمران« معù، وهذا هو الأرجح، وا” اعلم!

Exit mobile version