طلال سلمان

الفقير نازح ـ لاجئ والغني مواطن درجة اولى

لا تعدم العنصرية في لبنان من يغذيها باستمرار..

والعنصرية سلاح علني فتاك ضد فقراء العرب الذين اضطرتهم ظروف خارجة عن ارادتهم إلى اللجوء إلى “بلد شقيق” مثل لبنان..

اما اغنياء النفط والغاز فتتحول العنصرية إلى نفاق والى تقديم “الخدمات” على انواعها لتشمل الكازينو والكباريهات وبنات الليل والسماسرة والادلاء ولوازم السمر والفرفشة.

منذ “النكبة” في فلسطين وقدوم الاخوة الفلسطينيين منها لاجئين، مؤقتا وفي انتظار التحرير، تم الفرز بين الاغنياء منهم فمنحوا الجنسية اللبنانية بالثمن، في حين تم رمي الفقراء منهم في مخيمات ليس فيها من مقومات الحياة غير الغبار صيفاً والوحل شتاء والذباب والبعوض في الفصول جميعاً.

كانت الهوية اللبنانية بالثمن، وبحسب تقدير “الخبراء” لثروة طالبها..

وكذلك كان الامر مع الاغنياء العراقيين الذين طلبوا الهوية ذات الارزة لأسباب متعددة، خارج السياسة..

أما مع المصريين والسوريين والعراقيين فقد عوملوا بأديانهم، فمنح المسيحيون منهم الجنسية بذريعة انهم “من اصول لبنانية”، في حين ظل الباقون “نازحين” او “لاجئين” ينتظرون “صدقات” وكالة الغوث الدولية.

الآن جاء زمن الصراع على النازحين، بمنطق أن عودتهم إلى ديارهم طبيعية طالما أن الحرب في سوريا وعليها توشك على الانتهاء..

والصراع عنصري بالمطلق..

والالحاح هو على عودة الفقراء من النازحين فقط، اما الاغنياء منهم فقد “ثبت” انهم لبنانيون منذ زمن طويل!
وعلى هذا فهم في بلدهم وعلى الرحب والسعة!

كيف لوطن أن يحيا على نفاق “الغني” واعتباره “اخا شقيقاً” “ولبنانيا عريقاً”، بينما يُذل السوري الفقير وينبذ ويُعيّر بسوريته كما كان وما زال يُعيّر اللاجئ الفلسطيني بفلسطينيته؟!

Exit mobile version