ـ الله يرضي عليكم، اسعوا مع علي حتى يتزوج. أريد أن افرح به قبل أن أصبح عجوزاً بعكازات!
وسعينا مع علي حليحل الذي يناديه صحبه ورفاقه «أبو أسعد» تحريضاً له على تلبية رجاء والدته والزواج لكي يستعيد اسم أبيه الذي غادر الدنيا من دون ان يرى من سوف يحمل اسمه بعده…
لكن علي حليحل تصرف وكأنه لا يريد له شريكاً في حنان والدته او بديلاً منها.. وهكذا ظل يرجئ القرار حتى سبقت المنية امنية الوالدة التي كانت تفتح قلبها لكل من دخل دارها في طلب ابنها الفنان الذي اعاد ظهوره في الحياة الفنية الاعتبار الى الغناء البعلبكي، المطعّم بشيء من «البدوي» والذي ركبه مطربون ناشئون وفنانون هواة بعده وجعلوه سلّماً الى الشهرة وذيوع الصيت كنجوم.
ها هي «الأم» تعود الى بارئها، راضية مرضية، وقد قبلت من «علي» ان يظل راعيها حتى النفس الأخير.
ولعلها رحلت وهي تتمنى ان يتخفف هذا الفنان الذي اخترق سماء الغناء الأصيل كنجم مبشر بمستقبل واعد، واستقبله الجمهور بحفاوة استثنائية، من حساسيته ومآخذه على شركات الإنتاج الفني، وأن يعود الى جمهوره حاملاً في «اوفه» كل ذلك الشجن المختزن، وكل تلك الأصالة التي تتجلى في الكلمات واللحن والنبرة ليخيم الجو البعلبكي ساحباً الجمهور الى أجوائه المميزة حيث الغناء أقرب الى الصهيل، لتنعقد حلقات الدبكة ورقص الرجال الرجال.
العزاء فيك يا أبا أسعد وفي إخوتك وأهلك، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.