طلال سلمان

العرب يتقهقرن فيخسرون ارضهم والهوية: الاحتلال الاميركي ـ الاسرائيلي يهيمن على المستقبل!

دار الزمان بالعرب دورة كاملة خلال قرن واحد (1920 ـ 2020) فاذا احوالهم اليوم اسوأ مما كانت قبل “ابتداع” دولهم، لا سيما في المشرق العربي.

..وإذا الخصام او القطيعة او الانشغال بالذات تقيم بين الاخوة جداراً من الحسد والكراهية بين الاكثرية الفقيرة او المفقرة بأنظمتها وبين القلة فاحشة الغنى برغم أن اهلها يسترخون في ظلال الثروة التي لم يتعبوا في ابتداعها او تحصيلها بعرق الجباه.

لقد عاد الاستعمار إلى المنطقة عموماً، وفي الغالب بطلب من حكامها، او بشبق الاستعمار الجديد، الاميركي الآن المعروف بالإمبريالية المتحالفة مع الصهيونية بالولادة، الى استرهان المنطقة الغنية بثرواتها الهائلة التي اكتشفت حديثاً، لا سيما في شبه الجزيرة العربية ومعها الخليج العربي (السعودية بداية، ثم العراق، فالكويت، قبل أن يجمع البريطانيون انحاء مختلفة من مشيخات الخليج في “دولة الامارات العربية المتحدة”، وقبل أن يكتشفوا الغاز في الساحل المشترك بين إيران وامارة قطر.

..وبعد ثورة 14 تموز 1958 في بغداد التي أطاحت الحكم الهاشمي (الملك فيصل الثاني والوصي عليه خاله الامير عبد الاله ومعهما نوري السعيد وصحبه)، توالت الانقلابات العسكرية حتى آل إلى الحكم صدام حسين بواجهة خاله المشير احمد حسن البكر (1968).. وبعد سبع سنوات عجاف من الحرب ضد ايران، بعد انتفاضتها الشعبية بقيادة الامام الخميني التي اسقطت حكم الشاه، اندفع صدام حسين في مغامرة حمقاء إلى الحرب ضدها لمدة سبع سنوات عجاف… ثم، وفي خريف العام 1991 قام صدام حسين بمغامرة اكثر حماقة احتل خلالها الكويت، فاجتمع العالم ضده ودارت رحى حرب غير متكافئة اضطرت صدام حسين إلى الجلاء عن الامارة الغنية (شتاء 1992) في حين تقدمت قوى التحالف لتحتل بعض جنوب العراق… ثم لتتقدم في ربيع العام 2003 لاحتلال العراق كله، والقبض على صدام حسين وتسليمه إلى “الشيعة” ليعدموه فتكون فتنة لا تنتهي في ارض الرافدين..

وفر صدام حسين بمغامرته الحمقاء هذه الذريعة للقوى الاستعمارية بالعنوان الاميركي ومعه القوات الرديفة من اوروبا بعنوان بريطانيا وفرنسا وبلجيكا و… وبعضها ما زال في العراق حتى اليوم، وان كانت كتلتها الكبرى قد انسحبت منه، في حين دخلت إلى ارضه بعض القوات الايرانية بذريعة حماية بلادها من نتائج احتلال الغرب بالقيادة الاميركية المعادية للثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني وخلع الشاه واقامة الجمهورية الاسلامية في ايران.

في خريف العام 2012 تحركت جماهير غاضبة في مدينة درعا وملحقاتها جنوبي سوريا، واساء النظام تقدير حجمها والتفاف بعض القوى السياسية المدعومة من الخارج حولها، مما حولها إلى ما يشبه الحرب الاهلية.

ولقد دفعت الاحقاد الدفينة “السلطان” التركي اردوغان إلى التدخل مندفعاً بقواته لاحتلال بعض الشمال ثم بعض الشرق في سوريا.

..ولقد استعان النظام بالحليف الايراني (وضمنه قوات “حزب الله” في لبنان) ثم اضطر إلى الاستعانة بـ”الصديق الروسي” الذي هب لنجدته بالطيران متخذاً أمن بعض المطارات على الساحل قواعد تنطلق منها طائراته الحربية دعماً لتقدم الجيش السوري مستعيداً الاراضي التي انتشرت فيها العصابات المسلحة بعنوان “القاعدة” بقيادة زعيمها الجولاني بعد أن طردها التحالف الغربي بالقيادة الاميركية من العراق.. (وهو القائد الميداني لهذه العصابات الذي هرب إلى الصحراء المنداحة بين العراق وسوريا… وقد استمرت المخابرات الحربية الاميركية تلاحقه حتى اكتشفت مخبأه في بعض البادية السورية فقتلته عبر غارة جوية..)


وهكذا فقد عاد الاستعمار الغربي (الاميركي الآن) فاحتل معظم اقطار المشرق العربي، وان ظلت رايات الملوك والامراء والشيوخ والرؤساء ترفرف فوق قصور حكام هذه البلاد الغنية بثرواتها الطبيعية من النفط والغاز، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي.

في ظل هذا كله امكن للرئيس الاميركي أن يتباهى بإعلان “صفقة القرن”، بينما ضيفه “الممتاز” رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يصفق ممتنا وقد “منحه” الرئيس الاميركي كامل فلسطين، سامحاً لأهلها الذين كانوا دائماً أهلها، أي شعب فلسطين أن يحتفظ بنتفة من الضفة الغربية وغزة على أن يتواصل الفلسطينيون بعضاً بالبعض الآخر عبر الانفاق..

وكهدية مجانية فقد منح ترامب نتنياهو الاغوار في الاردن!

هل امام عرب القرن العشرين غير الثورة لاستعادة بلادهم وحقهم بالحياة فيها في ظل هويتهم التي ستبقى هويتهم ولو كره الكارهون؟!

Exit mobile version